خاص الهديل:
غنوه دريان:
بالرغم من الإعلانات الترويجية للدراما اللبنانية وبانها تصدرت الترند ونسبة المشاهدات العالية ،إلا انها خذلتنا هذا العام ، وكانت خالية من عنصر الدراما الحقيقية وحدها الممثلة كارمن لبس بدور رسمية هي التي كانت الصورة المشرقة عن إبداع الممثل اللبناني بدور رسمية في مسلسل “2024” .كنا ننتظر اطلالتها وكلامها وحركاتها وسكنتها .كارمن لبس الممثلة التي ارتقت الي العالمية والتي خشيت منها نجلاء فتحي في فيلم بطل من الجنوب . واعترفت بأنها تفوقت عليها .هي اليوم أيضا تفوقت على الجميع في الدراما اللبنانية .يمكن أن نختصر دراما لبنان برسميه، فلا شيء جديد قدم على صعيد الدراما ،أداء مفتعل عقدة الأجنبي من خلال التقليد الأعمى لممثلات الغرب أداء الرجال خال من الإبداع، نمطي يصل الي حدد الملل وحدها رسمية كسرت هذا الروتين .توحدت مع الدور وذابت فيه أعطته من ابداعها وقدرتها الكبيرة على تحويل الشخوص الي حقيقة فكانت تخطف الكاميرا وتتفوق على الممثل الذي يقف أمامها بكل سهولة واريحية،يصح وصفها بغول تمثيل استطاعت من خلال مشاهدها أن تنقلنا الي أجواء العالمية ،هي السيدة القاسية التي لا يعرف قلبها الشفقة والرحمة .لا تستطيع الا ان تتعاطف معها لان ادائها يؤثر القلب والعقل .
رسمية جسدت القسوة المحببة ،مع ان الجمهور لا يتعاطف مع الشخصيات الشريرة الا انه تعاطف مع رسمية .لأنها حولت تلك الشخصية الشريرة الي عنصر إبداع، وقد تجانس اداؤها مع قدرة فيليب اسمر على إدارة الممثل .
وكانها حركت عنصر الإبداع لدى المخرج وليس العكس . كارمن لبس تأتي من عالم السهل الممتنع والذي لا يتعارض مع الأداء المتوحش ،فهي هنا وحش الشاشة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ،فإذا كان هناك من جائزة تمنح لافضل ممثل فهي بلا شك ستذهب الي كارمن لبس ،أما عن الترند لو كان هناك عدل وانصاف فهو لرسمية . لأنها كانت قريبة من قلب كل مشاهد بالرغم من قساوة الدور ففي داخل كل واحدة منا رسمية قد يكبر حجمها او يصغر الا انها موجودة وبقوة ، قساوة الزمن الحرمان من حنان الامومة وممارسة حقها كانثى جميع هذه العناصر جسدتها رسمية وكانها تقول لنا انا رسمية انا الصورة التي تخفونها داخل اعماقكم وتخيفكم .
لذا نقول وبكل وضوح وصراحة لصناع الدراما اللبنانية ،هذا العام كان عام رسمية ونقطة انتهى الموضوع .