خاص الهديل:
بقلم: ناصر شرارة
توقُع أن تُصدر المحكمة الجنائية الدولية قرارات اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو ووزير الدفاع غالانت ورئيس هيئة الأركان هاليفي، احتل صدارة عناوين الإهتمام الإعلامي والسياسي في إسرائيل هذا اليوم؛ وحتى أنه غطى على الاهتمام المهتم برصد كيف ستنتهي عملية التفاوض الجارية في القاهرة على صفقة تبادل الأسرى.
وضمن هذا الإطار تركز الإهتمام الإسرائيلي على الأمور الأساسية التالية:
أولاً- رغم أن إسرائيل غير موقعة على اتفاق روما الأساسي المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية؛ إلا أن قانون المحكمة يجيز لها ملاحقة واعتقال أي شخص أو جهة ترتكب جريمة حرب بحق شخص هو عضو في المحكمة الجنائية الدولية؛ وتجدر الإشارة هنا إلى أن السلطة الفلسطينية دخلت بصفة دولة منذ عام ٢٠١٤، كعضو في نادي الموقعين على بيان روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية؛ وانطلاقاً من هذا الجانب يصبح يحق للمحكمة الجنائية الدولية ملاحقة الجانب الإسرائيلي الذي ارتكب جريمة إبادة بحق عضو في الدول الموقعة على بيان روما.
الأمر الثاني يتعلق بالقدرات التنفيذية للمحكمة الجنائية الدولية، حيث أنها لا تملك شرطة أو قوة تمكنها من تنفيذ أوامر الاعتقال التي تصدرها؛ خاصة وأن الدول المشاركة في التوقيع على بيان روما المؤسس للمحكمة، ليست ملزمة بتنفيذ أوامر الاعتقال؛ ولكن هذه الوقائع لا تلغي أمراً هاماً، وهو أنه في حال صدرت مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين، فإن هذا سوف يقيد حركتهم الدولية بغض النظر عن التزام الدول الموقعة على بيان روما بتنفيذ مذكرات الاعتقال.
الأمر الثالث يتعلق بوجود معلومات تقول أن المحكمة الجنائية ستصدر مذكرات اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين، ولا يتم الإعلان عن ذلك؛ بمعنى أن هؤلاء المسؤولين قد يتم توقيفهم بالخارج من دون أن يكون لديهم علم مسبق بأن هناك مذكرات إعتقال بحقهم.
الأمر الرابع وهو الأهم، ويتعلق بمعلومات تقلق معسكر اليمين في إسرائيل، ومفادها أن إدارة بايدن رغم أنها ليست من نادي الموقعين على بيان روما، إلا أنها تستطيع لو أرادت توقيف التأثير على المحكمة الجنائية لجهة جعلها لا تذهب قدماً بإجراءات إصدار مذكرات ضد نتنياهو وأعضاء في حكومته. ولكن هناك تقدير يقول أن إدارة بايدن تريد صدور هذه المذكرات ضد نتنياهو ورفاقه في معسكر اليمين؛ وأيضاً تريد صدور مذكرات مشابهة بحق قادة حماس (يحيى السنوار ومحمد ضيف، الخ..).. وهدف إدارة بايدن من ذلك هو استبدال قيادة الصراع الإسرائيلية الفلسطينية بقيادة جديدة تتماشى مع فكرة حل الدولتين..