خاص الهديل:
بعد رحلة نزوح متكررة عاشها صحافيو وصحافيات قطاع غزة ،منذ بدء الحرب الإسرائيلية، أصبحت خيمة مدينة رفح خيمة نزورهم الأخيرة والمكان الذي ينقلون منه صورة الابادة للعالم . لكن مع اجتياح المدينة ورمي منشورات تجبر أهلها ونازحيها على اخلائها ،حزم الصحافيون خيامهم وامتعتهم ونزحوا مرة أخرى من دون أن يحدد معظمهم الوجهة القادمة ،حالهم كحال المدنيين الفارين من جحيم القصف الإسرائيلي المتواصل .
تبدو الان مخيمات الصحافة في رفح فارغة تماما مما أدى الي توقف التغطية الاعلامية للمدينة بعدما نزح معظم صحافييها الي ساحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح ليستكملوا مهمتهم في نقل الحقيقة .
وتستمر معاناة الصحفيين المهنية و الإنسانية في أن واحد إذ سجل قطاع غزة حتى اللحظة أعلى مؤشرات انتهاك لحرية الصحافة بعد استهداف 142 صحافيا وتدمير اكثر من 100 مؤسسة اعلامية .
لم يتركوا رفح طواعية ،بل تركوها مرغمين تحت النيران و القصف وذلك بعد أن أصدر الاحتلال أوامر بأخلائها وبدأ بهجوم البري .
ويعد النزوح من رفح لإعداد كبيرة من الصحافيين نزوحا ثانيا او ثالثا وربما رابعا أثر إجبار الاحتلال أهالي غزة و الشمال على الزوح الي الجنوب .