د. حمد الكواري:
“من حقنا نحن أبناء الأمم المتحدة أن نأمل بعودة الروح للأمم المتحدة”
”يبدو أن مستقبل التغيير في الدولة الأكثر نفوذاً في العالم واعد أكثر من أجزاء أخرى عديدة في العالم الصناعي المتقدم.”
تشومسكي
ليس هناك يأس، هكذا كان يصرّح المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي (الضمير الأخلاقي لأمريكا)، كلما انتبه إلى ظواهر التغيير في العالم وتخصيصا في بلده.
فهل من حقنا أيضا أن ننظر بعين التفاؤل ونصرّح بأن العالم يستيقظ وبأن هناك تطورات إذا أخذناها مجتمعة تؤكد لنا هذا التفاؤل.
فقبل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني منذ نوفمبر الماضي بدا وكأن دور الأمم المتحدة قد تجمد تماما وبدا الفيتو سدا منيعا في وجه أي فرصة لقيام الأمم المتحدة أو منظماتها المتخصصة بالحد الأدنى من دورها.
ومما يجب الإشارة اليه في البداية هو الجرأة والشجاعة التي تمتع بها الأمين العام ل الامم المتحدة Antonio Guterre في مواقفه الشجاعة، كما شاهدنا مجموعة من التطورات نشير اليها باختصار وهي تطورات إيجابية، منها تلك الموجة من التظاهرات الشعبية التي اجتاحت العالم مؤيدة للشعب الفلسطيني وتغير السردية في الكثير من وسائل الإعلام خاصة وسائل العالم والتواصل الاجتماعي ومن خلال البرامج الحوارية الأمريكية والغربية، أيضا القرار شبه الجماعي الذي اتخذته الجمعية العامة للامم المتحدة بعضوية فلسطين والقرارات الأولى والأخيرة لمحكمة العدل الدولية
وقرار محكمة الجنايات الدولية باعتبار رئيس وزراء اسرائيل ووزير دفاعها مجرمي حرب.
وفي هذا النطاق اعتراف دول أوروبية ولاتينية وأخرى ذات مكانة كبيرة ك اسبانيا بدولة فلسطين، وأخيرا ترحيب مجلس الأمن بالتدابير المؤقته التي أصدرتها محكمة العدل الدولية.
من المؤكد أن الرأي العام وكل هذه التغييرات جعلت من اسرائيل دولة منبوذة، تزداد عزلة يوما بعد آخر.
تحية لجنوب إفريقيا وما قامت من عمل تاريخي.
كم لكل ضمير حي لدولة أو منظمة أو فرد في كل جهد نحو إقرار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته.
كما أنه من حقنا نحن أبناء الأمم المتحدة أن نأمل بعودة الروح للأمم المتحدة، هذه مظاهر تعيد الأمل، فلا يمكننا أن نكون متشائمين أمام ما يحدث وليس بوسعنا أن نستسلم، فلم نستسلم يوما لليأس، ولن يكون ذلك أبدا.