خاص الهديل:
بقلم: ناصر شرارة
ارتفع منسوب التوتر على ضفتي الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة إلى درجة تقارب نقطة الاقتراب من الانزلاق لحرب شاملة.
.. وأمس اجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي لنقاش الوضع على الحدود مع لبنان؛ ولوحظ أنه قبيل هذا الاجتماع بوقت قليل صرح نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بما معناه التالي: أن الحزب لا يريد توسيع الحرب؛ وأن الهدوء سيعود إلى الجبهة اللبنانية الإسرائيلية فور وقف النار في غزة.
وأبعد من ذلك فإن تصريح الشيخ قاسم في مضمونه وتوقيته يتضمن رسالة لمجلس الحرب الإسرائيلي تفيد بأن التصعيد من قبل حزب الله الذي تعاظم في الأيام القليلة الماضية هو أولاً تطور أملاه توسيع نتنياهو للحرب في غزة من خلال اقتحام رفح؛ وهو ثانياً تحذير لإسرائيل التي تغاظمت المؤشرات عن عدوانيتها، مفاده أن الحزب يصّعد حتى يثني تل أبيب عن الانزلاق لحرب مع لبنان وليس لكونه يريد توسيع الحرب، وهو ثالثاً يريد – أي الحزب – الضغط لوقف الحرب في غزة الذي سيليه وقف المواجهات واحتفالات الحرب على الجبهة الشمالية اللبنانية الإسرائيلية.
وبصورة إجمالية فإن رسالة الشيخ نعيم تقول أن حزب الله يطلق النار من أجل وقف النار في غزة؛ ومن أجل حصر النار على الجبهة الشمالية بين إسرائيل ولبنان.
وضمن الخبر الرسمي الذي وزعه حزب الله عن لقاء وزير خارجية إيران المؤقت والسيد حسن نصر الله جاء أن المباحثات شملت الحديث عن وضع المفاوضات في غزة وعن الوضع في لبنان..
إبراز عبارة “وضع المفاوضات في غزة” هي إشارة أن الإيراني جاء إلى لبنان وضمن أولوياته متابعة الجهود الرامية لوقف النار في غزة عن طريق المفاوضات وليس لتوسيع الحرب في غزة وحول غزة..
كما أن توقيت زيارة باقري بوصفه خليفة اللهيان إلى لبنان ومن ثم زيارته إلى سورية وحديثه في بيروت ودمشق عن أزمات المنطقة من زاوية اهتمامه بالبحث الجاري عن حلول لها؛ إنما ينطوي على رسالة تلفت لكون إيران شريكة ولو من خارج طاولة البحث الدولي والإقليمي في احتواء الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل وفي إنتاج وقف نار بين حماس وإسرائيل وأيضاً في إخراج الأزمة السورية من ستاتيكو عن التقدم سياسياً نحو حل شامل.
وهناك معلومات تفيد بأن زيارة باقري الى المنطقة تؤسس للأسبوع القادم الذي سيشهد تبلور نتائج عدة أحداث مهمة:
الحدث الأول يتصل بنتائج اجتماع النورماندي غداً الذي سيشهد لقاء قمة بين ماكرون وبايدن سيكون للبنان نصيباً هاماً خلالها. وهناك معلومات عن أن بايدن سيصيغ مع ماكرون القرار الدولي النهائي بشأن أزمة لبنان بشقيها: إنهاء الشغور الرئاسي وإنهاء المواجهات العسكرية على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ويبدو أن بايدن سيميل لعدم الربط بين هذين الملفين ولكنه سيعتبر أن انتخاب فخامة الرئيس الآن هو خطوة تمهد لاتفاق تثبيت الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل الذي سيكون من ثمار موافقة نتنياهو على مبادرة وقف النار في غزة التي أطلقها مؤخراً بايدن.
الحدث الثاني يتصل ببدء عقد جولة متصلة وجديدة من المفاوضات بين إدارة بايدن وطهران في سلطنة عمان وذلك خلال الأسبوع القادم. وسوف تطال هذه الجولة كيفية الحفاظ على عدم توسيع حرب غزة وهو المبدأ الذي تريده واشنطن ولا ترفضه طهران. وكل فكرة جولة التفاوض الجديدة في سلطنة عمان هو التوصل لتفاهم لإدارة مهمة عدم حصول فوضى في الشرق الأوسط نتيجة تداعيات حرب غزة، وذلك خلال فترة إنشغال إدارة بايدن كلياً بالانتخابات، والتي تتزامن أيضاً بدخول الإدارة الإيرانية بحمى انتخاب رئيس للجمهورية الإسلامية في إيران بدلاً لإبراهيم رئيسي.