قروض الإسكان تنطلق… فهل يتنفس قطاع العقارات الصّعداء؟
هل ستكون قروض مصرف الإسكان حلاً للشباب اللبناني ولقطاع العقارات الذي شهد جموداً غير مسبوق خلال الفترة الماضية؟ ما هي الشروط المفروضة على المستفيدين؟ كيف يتم التقديم عليه؟ وما هو حجم عمليات الإقراض المتوقعة؟
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
بعد 5 سنوات على توقّف مشاريع الإقراض السكني من قبل المصارف والمؤسسة العامة للإسكان ومصرف الإسكان، وبعد أن أصبح تأمين السكن بالنسبة إلى الشباب اللبناني من أكبر الهموم، انطلقت مطلع حزيران الجاري عملية تقديم الطلبات للحصول على قرض سكني على أن تبدأ بعدها مباشرة عملية دراسة الملفات واختيار المستفيدين، ما أعاد الأمل مجدداً للبنانيين الراغبين بتملك شقة سكنية وللقيمين على كل القطاعات التشغيلية المرتبطة بالقطاع العقاري.
فهل قروض مصرف الإسكان ستكون حلاً للشباب اللبناني ولقطاع العقارات الذي شهد جموداً غير مسبوق خلال الفترة الماضية؟ ما هي الشروط المفروضة على المستفيدين ؟ كيف يتم التقديم عليه؟ وما هو حجم عمليات الإقراض المتوقعة؟
أنطوان حبيب يقول لـ “هنا لبنان” أنّ القرض العربي البالغ 165 مليون دولار سيمنح اللبنانيين الذين يستوفون الشروط فرصة تملك مسكن، بعد تقديم طلباتهم عبر الموقع الإلكتروني الرسمي الخاص بمصرف الإسكان”.
ويعدّد حبيب المواصفات المطلوبة للاستفادة من القرض: “أن يكون المقترض لبنانياً وأن لا يكون مستفيداً من أي قرض سكني آخر، أن تتراوح مداخيلهم (مدخول الأسرة بكاملها أي الزوج والزوجة والأولاد العاملين) الشهرية بين 1000 و2500 دولار، وألا يمتلك منزلاً على كامل الأراضي اللبنانية، كما يفضّل أن تخصص القروض للشقق خارج المدن”.
ويشير حبيب إلى أن “الشروط الموضوعة هي من قبل المصرف العربي وليس من مصرف الإسكان لافتاً إلى أن الملفات سيتم دراستها بعد تقديم الطلبات بفترة وجيزة ومن يستوفي المواصفات سيكون لديه فرصة الاستفادة من قرض”.
كما يلفت إلى أن “الاستفادة من القروض لن تنحصر بالراغبين بشراء منزل، بل أيضاً بمن يريد ترميم أو إنشاء منزل أو تركيب أنظمة طاقة شمسية، إذ تبلغ قيمة قرض الطاقة الشمسية 5 آلاف دولار على أن يتم تسديده خلال 5 سنوات”.
أما بالنسبة لقيمة الفوائد فيجيب: “نسبة الفائدة على مختلف القروض من مصرف الإسكان ستكون بنسبة 6%”.
وعن قيمة القروض يقول حبيب ان “أصحاب المداخيل المحدودة يمكنهم الاستفادة من قرض بقيمة 40 ألف دولاراً، أما أصحاب المداخيل المتوسطة فبإمكانهم الاستفادة من 50 ألف دولاراً على أن يتم تسديدها بين 7 إلى 20 سنة، على أن يتم تسديد القرض بالدولار وأن تكون قيمة القسط الشهري للمقترض بين 350 و 500 دولار أميركي”.
أما بالنسبة لتأثير القروض على قطاع العقارات فيجيب: “لا اعتقد أن قيمة القرض العربي من شانها أن تنشط حركة بيع العقارات على صعيد لبنان ككل لكنها ستؤثر إيجابياً على السوق دون أدنى شك”.
وفي الإطار يقول القيمون على القطاع العقاري: “بعد سنوات من توقف قروض الإسكان التي أسهمت بضرب القطاع العقاري بشكل كبير، تلوح بوادر انفراجات في الأفق مع انطلاق عملية تقديم طلبات للحصول على قرض سكني، إلا أننا لا نعوّل كثيراً على قرض الصندوق العربي الصغير الحجم، فالنهوض بالقطاع يتطلب تمويلاً ضخماً كي يحرّك السوق بأكمله، كما يجب أن تتناسب قيمة القروض مع القدرة الشرائية للمواطن وأسعار العقارات”.
كما شددوا على “ضرورة إيجاد الحلول المناسبة للتمويل كي يستعيد القطاع عافيته من جديد، مع توفر سياسات إسكان مستدامة تستهدف كل المناطق السكنية”.
خاص ” ھنا لبنان”