عن “إغتيال نصرالله”.. هذا ما كشفه باحث إسرائيليّ!
نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيليّة مقال رأي للباحث إيال زيسر قال فيه الأخير إنَّ “النار على الجبهة مع لبنان لم تتوقف لحظة واحدة من 8 تشرين الأول الماضي”، واصفاً الوضع هناك بأنه “الأشرس والأكثر فتكاً من أي وقتٍ مضى”.
ويقول زيسر في مقاله إنَّ “إسرائيل بقياداتها العسكرية والسياسية، تكتفي بالتصريحات والتهديدات العميقة التي لم يعد أحدٌ يأخذها على محمل الجد، لا في إسرائيل ولا في لبنان”، وسأل: “بعد كلّ شيء.. كم مرّة يمكننا أن نعلن أن صبرنا قد نفد أو نهدد بأننا سنُعيد لبنان إلى العصر الحجري؟”.
وأكمل: “بينما تكتفي إسرائيل بالتصريحات الفارغة، فإنّ أفعالها محسوبة وحذرة وتأتي دائماً رداً على هجمات حزب الله، علماً أن الأخير لا يتوقف عن المضي في مساره”.
وأردف: “بعد 7 أشهر من القتال الذي جعله يتكبد مئات القتلى والجرحى، فإنّ الحزب حدّد نقطة ضعف في نظام دفاع الجيش الإسرائيلي، وأبرزها صعوبة التعامل مع الطائرات المُسيرة. هذه الثغرة جعلت الحزب يضرب بكل قوته ويهاجم أهدافاً في الأراضي الإسرائيلية، كما أنه زاد من حجم وشدة النيران التي تنهمر علينا بل ووسع نطاق صواريخه وطائراته”.
واعتبرَ زيسر أنَّ الضعف الذي تُظهره القيادة الإسرائيلية تُشجع حزب الله على مواصلة عملياته”، وتابع: “مع ذلك، فإنَّ قادة حزب الله يعودون ويوضحون أنهم غير معنيين بحربٍ شاملة، وكأن ما يحدث عند الحدود الشمالية مع لبنان ليس حرباً”.
كذلك، فقد رأى زيسر أنَّ “حزب الله” حقق هدفه ولا يحتاج إلى تصعيدٍ يحرمهُ من إنجازاته، معتبراً أن “الحزب يسوق نفسه على أنهُ المدافع عن غزة وأنه الجهة التي نجحت في طرد عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم، كما أنه القوة التي تهاجم بإستمرار أهدافاً إسرائيلية على طول خط الحدود”.
وأردف: “يبدو أنّ القيادة الإسرائيلية تخاف من حزب الله، وبخوفها هذا ينتقل إلى الجمهور بأكمله. هذا الخوف يمنع أي قدرة على التفكير بشكل منطقي وحكيم”.
وتابع: “لحُسن الحظ، نحن لا نخاف من حزب الله فقط، بل هم يخافون منا أيضاً. صحيح أن الردع الإسرائيلي يتآكل في ظل عدم كفاءة الحكومة الإسرائيلية على الحدود الشمالية، وكذلك في
غزة، لكن حزب الله ما زال خائفاً من أنه في حال فرضت علينا حرب في الشمال، سنرد، لكن هناك نقطة أساسية يجب فهموها هو أنه في حال حصول حرب شاملة، فإن التنظيم اللبناني سيُوجه ضربة موجعة إلى عمق إسرائيل. إلا أنه ومقابل كل ذلك، فإنّ قوة الحزب لن تقف في وجه جيش مُوحّد ومعبأ، فإسرائيل مصممة على ضرب لبنان كما ضربت غزة في حال توسعت المعركة إلى حرب شاملة”.
وأستكمل: “لقد اختارت إسرائيل في الأسابيع الأولى من الحرب التركيز على الحدود الجنوبية في غزة واتخاذ موقف دفاعي ضد حزب الله. لكن ما كان ممكناً ومرغوباً في بداية الحرب أصبح تدريجياً لا يطاق. إن واقع حرب الاستنزاف في الشمال يفرض علينا أثماناً متزايدة، كما أنه ينخر ما تبقى من قدرتنا على الردع. من هنا فإن استمرار الجلوس مكتوفي الأيدي والتمسك بسياسة الشمول والاستجابة المدروسة قد استنفد نفسه. حرب الاستنزاف التي فرضها علينا حزب الله يجب أن تتوقف، والمهم التأكيد عليه هو أن ذلك لا يعني بالضرورة حرباً شاملة”.
وقال: “إسرائيل لا تستغل تفوقها العملياتي والاستخباراتي على حزب الله، ولا تستغل خوف هذا التنظيم من الحرب. ما يجب فعله إذن هو البدء بالرد بقوة وحزم – ولا، لا داعي للبدء بتصفية أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أو بتدمير منطقة الضاحية، معقل الحزب في بيروت. من الممكن اتخاذ سلسلة من ردود الفعل مسبقاً، من شأنها أن ترسم خطوطاً حمراء واضحة للتنظيم، من دون انزلاق المنطقة إلى الحرب. هنا، على سبيل المثال، عندما يعترض
حزب الله طائرة بدون طيار تابعة لسلاح الجو، فإننا نهاجم رداً على ذلك في عمق لبنان. لماذا لا نرد بهذه الطريقة في كل مرة يمس فيها حزب الله المستوطنات والمدنيين على الحدود الشمالية؟”.
وختم: “في نهاية المطاف، فإن أولئك الذين لا يجرؤون ويأخذون زمام المبادرة ويخاطرون أيضاً، سينتهي بهم الأمر إلى أن يجدوا أنفسهم منجرفين رغماً عنهم وفي وقت غير مناسب لهم إلى مواجهة شاملة مع حزب الله، تماماً كما حدث لنا مع حماس”