خاص الهديل…
قهرمان مصطفى. .
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يدخل السباق إلى البيت الأبيض مرحلة حاسمة؛ ففي ظل التطورات المتسارعة، تتجه الأنظار نحو التحركات الأخيرة للرئيس الحالي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في مواجهة التحدي الجمهوري المتمثل في الرئيس السابق دونالد ترامب. فما هي الأحداث التي أعادت ترتيب أوراق اللعبة السياسية الأمريكية؟ وما هي التحديات التي تواجهها الأطراف المتنافسة في هذا السباق الشيق؟
تدخل الانتخابات الرئاسية الأمريكية مراحلها النهائية حيث تتوقع أن تشهد الأيام المئة المتبقية منافسة محتدمة. فمحاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب وزيادة الضغوط على الرئيس جو بايدن أحدثت تغييرات جذرية في مشهد الحملة الانتخابية. خروج بايدن من السباق وتسليم الراية إلى نائبته كامالا هاريس كان خطوة مفاجئة أثارت العديد من التساؤلات حول مستقبل الحزب الديمقراطي.
شهدت الأسابيع الأخيرة توترات داخلية وتسريبات صحافية حول قدرة بايدن على الفوز بولاية ثانية. ولكن انسحابه ودعمه لهاريس أعاد توحيد صفوف الحزب الديمقراطي وقوى موقفه أمام المنافس الجمهوري؛ ففي تصريح لها خلال لقاء لجمع التبرعات في ولاية ماساتشوستس، أكدت هاريس على أهمية الدعم الشعبي قائلة: “هذه حملة أساسها الناس”.
على الجانب الآخر، وعد ترامب مؤيديه في تجمع انتخابي بولاية مينيسوتا بأن الشعب الأمريكي سيرفض التطرف الليبرالي لكامالا هاريس في الانتخابات المقبلة. ومن المؤكد أن تواجه هاريس ترامب في معركة انتخابية يرى المحللون أنها قد تحسم بأصوات عدد قليل من الناخبين في ولايات رئيسية.
تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع تقدم ترامب، الذي بات الأكبر سناً في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولكن بفارق نقطتين فقط، على الرغم من تزايد الدعم للديمقراطيين من الناخبين من أصول إفريقية ولاتينية، يجب عليهم عدم الإفراط في التفاؤل. ويؤكد ديفيد لي، المتخصص في الاستطلاعات في معسكر ترامب، أن موقع الأخير في الانتخابات الحالية أفضل مما كان عليه في عام 2020.
يتطلع الديمقراطيون إلى المؤتمر الوطني للحزب الذي من المتوقع أن يشهد ترشيح هاريس رسمياً. وقد نجحت هاريس في تحفيز القواعد الشعبية للحزب بفضل دعم المندوبين والشخصيات النافذة والتبرعات المالية السخية. جاءت هذه التطورات في ظل أداء بايدن الكارثي في المناظرة التلفزيونية الأولى، مما أثار الشكوك حول قدراته ودفعه للانسحاب من السباق.
في المقابل، يبدو الجمهوريون في موقف قوي مع توحد الحزب خلف ترامب، الذي زادت شعبيته بعد نجاته من محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا. رضخ بايدن للضغوط وأعلن انسحابه، مما مهد الطريق لهاريس لتولي زمام المبادرة.
استطاعت هاريس جمع تبرعات كبيرة خلال أيام قليلة، مما أعطى زخماً جديداً للحملة الديمقراطية. ومع ذلك، يدرك الديمقراطيون أن الحفاظ على البيت الأبيض لن يكون سهلاً. حذر توني فابريزيو، المتخصص في استطلاعات الرأي في فريق ترامب، من أن فترة الدعم القوي لهاريس قد تكون مؤقتة.
حتى الرئيس الأسبق باراك أوباما نبه معسكره الديمقراطي إلى ضرورة استعادة ثقة الناخبين لضمان الفوز في الانتخابات.
تتجه الأنظار الآن نحو الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، حيث تتنافس كامالا هاريس ودونالد ترامب في سباق حاسم على البيت الأبيض؛ فهل ستنجح هاريس في قيادة الديمقراطيين للفوز؟ أم سيعود ترامب إلى السلطة مرة أخرى؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستكون محورية في تحديد مستقبل السياسة الأمريكية.