د. حمد الكواري للألمان: لماذا أنتم أسرى للتاريخ؟
“إن التشريع في الغرب ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية، وإننا – أهل أوروبا – بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه الإسلام، وسوف لا يتقدم عليه أحد، وإذا كان هذا هو الإسلام، أفلا نكون نحن مسلمين”
الشاعر الألماني: يوهان جوته
#المانيا، بلد لا أعرفه حق المعرفة
في السنوات الأخيرة أعتدت أقضي بعض الوقت في منتجعاته
وبالذات في جمهورية بافاريا
ولست هنا لأتحدث عن طبيعة المنطقة الخلابة التي ربما راعى متابعي الكرام ما نشرته من مناظر في (فيديوات) وصور رائعة عن هذه الطبيعة الساحرة.
ولكن ما لاحظت هو طيبة الإنسان الألماني وسهولة التعامل معه واستعداده لتجاذب الحديث مع الأجنبي على غير ما كنت أتصور وعلى خلاف بعض الشعوب الأوروبية التي أعرفها جيدا
وطبعا قد يكون حكمي متسرعا وعلى نخبة محدودة من الناس وأترك الحكم ممن يعرف المانيا حق المعرفة فهو الأجدر بأن يؤكد انطباعي أو ينفيه.
مع الوضع في الاعتبار أني أتحدث عن الألمان كمواطنين وليس كدولة ونظام ومواقف.
وقد تناولت أطراف حديث ذو دلالة مع مجموعة ممن التقيت بهم، إذ تحدثت عن الموقف السيء الذي تصرف به الفريق الألماني في مشاركته في قطر_فيفا_2022 وكيف أنه كان لدى المانيا فرصة ثمينة لتقديم نفسها للشعوب العربية بصورة جيدة تخدم مصالحها وعلاقاتها مع هذه الشعوب وخاصة أن الاستشراق الألماني كان محل تقدير مع الحضارة الإسلامية وفي مقدمتهم يوهان جوته وبدلا من ذلك تبنت بلدكم قضية ثانوية وخلافية فأساءت إلى مكانتها وأضاعت هذه الفرصة، وتصورت أني أستفزهم بذلك، ما أدهشني – وكانوا عدة عائلات – أنهم كانوا متفقون معي وقد انتقدوا حكومتهم ووزير داخلتهم ويرون (أن السياسيين لا اعتبار لديهم إلا مصالحهم الانتخابية الضيقة).
ثم رَفَعتُ نسبة الاستفزاز وأثرت موضوعا في منتهى الحساسية، متطلعا لردة فعلهم فقلت لهم (لماذا أنتم أسرى للتاريخ)؟
ولا حظت المفاجأة على وجوههم ورغبتهم في تجنب الحديث في هذا الموضوع، إلا أن أحدهم قَرَب ما قصدت دون الدخول في صلب الموضوع قائل (نخشى القرار ونتردد كثيرا في أتخاذه، حدث في فترة من الفترات حريق هائل أدى إلى قتل كثير من الناس، وعندما بدأنا نعمل على بناء مطار لبرلين أخذ منا التصميم عشر سنوات خشية تكرار المأساة، إننا أسرى الخوف).