تحسبًا لرد إيران وحزب الله المحتمل…انتشار “كثيف” للسفن الأميركية
رصد موقع “عربي بوست” مواقع سفن حربية أميركية في منطقة الشرق الأوسط، بعدما زادت واشنطن من تواجد قواتها في المنطقة، إضافة إلى رصد مواقع لسفن غربية أخرى، وسط ترقب من إسرائيل وحلفائها، لرد محتمل من إيران و”حزب الله” اللبناني، على خلفية اغتيال اسرائيل للرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، والقيادي البارز بالحزب، فؤاد شكر.
القوات الأميركية المتواجدة في المنطقة تتضمن حاملات طائرات، ومدمرات، وتتركز في مياه البحر الأبيض المتوسط، غرب الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مياه الخليج العربي (الذي تطل عليه إيران) وخليج عُمان.
ورصدنا مواقع تمركز القوات الأميركية، بالاعتماد على مواقع لتتبع السفن، وبيانات مفتوحة المصدر من مواقع لتتبع نشاط البحرية الأميركية، إضافة إلى ما أعلنه مسؤولون أميركيون عن وصول قوات جديدة إلى منطقة الشرق الأوسط وبعضها ستحل محل قوات متواجدة حاليًا في مياه المنطقة.
ويترافق هذا الحشد المتزايد للقوات الأميركية في المنطقة، مع إعلان الإدارة الأميركية، أن واشنطن ستقف إلى جانب إسرائيل في وجه الرد المُحتمل، وذلك على غرار ما فعلته القوات الأميركية عندما تصدت لهجوم إيراني على إسرائيل في نيسان 2024.
التحرك الأبرز في حشد القوات الأميركية لمزيد من قواتها في المنطقة، هو وصول حاملة الطائرات الأميركية، أبراهام لينكولن ومدمرات تابعة لها، إلى مياه الشرق الأوسط، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الخميس 22 آب 2024.
بذلك يرتفع عدد حاملات الطائرات الأميركية في المنطقة إلى اثنتين، “لينكولن”، و”ثيودور روزفلت”، وتُرافق حاملة الطائرات “لينكولن” سفن حربية ومدمرات، وطرادات، وسفن أخرى صغيرة، وهذه الحاملة تعد بمثابة قاعدة عسكرية عائمة.
القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط، أشارت إلى أن حاملة الطائرات “لينكولن”، مجهزة بطائرات من طراز F-35C، و F/A-18 Block III، ويرافقها أسطول المدمرات (ديسرون) 21 وجناح حامل الطائرات (سي في دبليو) التاسع.
وبحسب تصريحات المسؤولين الأميركيين فإنه من المقرر أن تحل حاملة الطائرات “لينكولن” محل حاملة الطائرات “روزفلت”، وتتواجد الأخيرة في مياه خليج عُمان، في موقع يمكنها من التصدي للصواريخ والمسيّرات التي قد تُطلق من إيران أو من قبل الحوثيين في اليمن ضد إسرائيل.
كانت حاملة الطائرات “لينكولن” موجودة في جزيرة غوام غرب الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكره المعهد البحري الأميركي، وتحركت الحاملة نحو الشرق الأوسط، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية يوم 11 أغسطس 2024، أن وزير الدفاع لويد جيمس أوستن أمر الحاملة بالتوجه نحو الشرق الأوسط.
ولا توجد أية مؤشرات أو تصريح رسمي أميركي حتى يوم السبت 24 آب 2024، يفيد بأن حاملة الطائرات “روزفلت” غادرت المنطقة، على الرغم من وصول الحاملة “لينكولن” إلى الشرق الأوسط.
تشهد مياه البحر الأبيض المتوسط حاليًا تواجدًا كبيرًا لسفن حربية أميركية، وهذه المنطقة شهدت أيضًا وصول مزيد من القوات الأميركية إليها خلال الأيام القليلة الماضية، إذ قال “البنتاغون” يوم 12 أغسطس إن أميركا وجهت الغواصة التي تعمل بالطاقة النووية (يو إس إس جورجيا) إلى الشرق الأوسط.
وتُشير بيانات المعهد البحري الأميركي، إلى أنه وفقًا للأسطول السادس الأميركي، تعمل الغواصة “يو إس إس جورجيا” (SSGN 729) في مياه البحر الأبيض المتوسط، وتحمل الغواصة 154 صاروخًا من نوع “توماهوك” الذي من أبرز خصائصه:
– إمكانية إطلاقه من السفن والغواصات.
– تبلغ دقته حوالي 5 أمتار، ويتم توجيهه عبر نظام الملاحة GPS.
– قد يبلغ مداه 2400 كيلومتر، ويمكنه السفر بسرعة 885 كم في الساعة، ويتجاوز سعر الصاروخ الواحد من التوماهوك 570 مليون دولار.
تتواجد أيضًا في شرق مياه البحر الأبيض المتوسط، وعلى مقربة من قبرص، مجموعة السفن الحربية الأميركية التي تُعرف “باسم مجموعة واسب البرمائية” وتتألف هذه المجموعة من 3 سفن وتضم ما لا يقل عن 4 آلاف من مشاة البحرية والبحارة.
وتعد منطقة المياه القريبة من قبرص نقطة تمركز رئيسية لمجموعة سفن “واسب”، ويُشير موقع معهد البحرية الأميركية، إلى أن سفن “واسب” هي:
– USS Wasp – LHD-1: تحمل هذه السفينة الحربية أغلب أفراد مشاة البحرية البالغ عددهم 2200، كما أنها تحمل طائرات من طراز AV-8 Harrier jets، إضافة إلى المروحيات، بحسب الشبكة الأميركية.
– USS New York – LPD 21
– USS Oak Hill – LSD 51
كانت سفينة USS Wasp – LHD-1 قد تواجدت في ميناء ليماسول، في قبرص، بحسب ما أعلنه معهد البحرية الأميركية يوم 19 آب 2024.
كان “عربي بوست” قد رصد يوم 7 آب 2024 مواقع لأربع سفن حربية أميركية متواجدة عند جزر يونانية، وبعضها لا تزال في موقعها حتى تاريخ 24 أغسطس 2024، فيما أبحرت أخرى باتجاه غرب المتوسط.
تتواجد هذه السفن بالقرب من جزر كريت، وخانيا، في اليونان هذه السفن العسكرية الأميركية:
– USAV MONTERREY: وهذه السفينة هي من سفن الإنزال الصغيرة، وقد كانت جزءًا من مهمة بناء الرصيف الأميركي في غزة، وتتواجد هذه السفينة عند جزر يونانية، وتظهر بيانات تتبع تحركات السفينة، أنها أجرت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تحركات في مياه المتوسط، وقد وصلت إلى قبالة سواحل أشدود.
– USAV Wilson Wharf: هذه السفينة هي أيضًا واحدة من السفن التي شاركت في مهمة إنشاء رصيف قطاع غزة، وتتواجد حاليًا في جزيرة “خانيا” باليونان، وقد أجرت السفينة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تحركات في المتوسط، بما في ذلك قبالة سواحل تل أبيب.
– USAV MATAMOROS: يبلغ حجم هذه السفينة نصف ملعب كرة قدم تقريبًا، وهي من السفن التي شاركت في مهمة بناء رصيف غزة، وتتواجد حاليًا قرب مالطا.
– USAV JAMES LOUX: أجرت هذه السفينة تحركات محدودة يوم 5 آب 2024 بالقرب من موقع تمركزها الحالي، وهي سفينة لوجستية وتحمل معدات عسكرية مثل الدبابات، وتتواجد السفينة حاليًا قرب مضيق جبل طارق.
ورصد “عربي بوست” أيضًا تواجد سفينة أميركية، في مياه الخليج العربي، وهذه السفينة هي LEWIS B PULLER وتتمركز في البحرين، كذلك أظهر موقع تتبع حركة السفن “vesselfinder” سفينة عسكرية بريطانية في مياه الخليج العربي بالقرب من الكويت.
وقبالة سواحل لبنان، توجد سفينة عسكرية يونانية تحمل الرقم (237780103)، كما تتواجد سفينة بريطانية تحمل اسم “LCU 9732″، وتتواجد هذه السفينة حاليًا عند مدينة ليماسول في قبرص، ويظهر تتبع حركة السفينة، أنها أجرت تحركات في مياه المتوسط بما في ذلك قبالة سواحل حيفا.
يأتي الحشد العسكري الأميركي إضافة إلى وجود سفن أوروبية في مياه الشرق الأوسط، وسط تزايد التوتر في المنطقة، لا سيما بعدما اغتالت إسرائيل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” الذي تم اغتياله في العاصمة الإيرانية طهران يوم 31 تموز 2024.
كما اغتالت إسرائيل يوم 30 يوليو 2024 القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر، وهو مسؤول الشؤون الاستراتيجية للحزب واليد اليمنى لزعيم الحزب “حسن نصر الله”.
وبحسب تصريحات لإيران، و”حزب الله”، فإن الرد المُحتمل ضد إسرائيل سيكون عنيفًا، وألمحت طهران على لسان الممثلية الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة، إلى أن الرد على اغتيال هنية في طهران قد يكون براً، وأنه سيكون “غير متوقع” و”مثيرًا للندم”، بحسب تعبيرها.
وترى أميركا أن وصول حاملتي طائرات تابعة لها إلى الشرق الأوسط، “بعث رسالة ردع قوية للغاية لإيران”، بحسب ما قالته وزارة الدفاع الأميركية، يوم الخميس 22 أغسطس 2024، واعتبرت الوزارة أن “حسابات إيران بشأن الرد على إسرائيل قد تأثرت بعد نقلنا قدرات عسكرية إلى المنطقة”.
وفي حال جاء الرد من قبل إيران على إسرائيل باستخدام الصواريخ والمسيّرات كما حدث في هجوم نيسان 2024، فإنه من المرجح أن تشارك السفن الحربية الغربية – وعلى رأسها الأميركية – في التصدي لهذه الأسلحة.
في هجوم أبريل الماضي، أعلنت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى، أن أميركا وبمساندة من مدمرات أوروبية، “دمّرت أكثر من 80 مسيّرة و6 صواريخ بالستية على الأقل”، تم إطلاقها من إيران واليمن على إسرائيل.
كانت إيران قد أطلقت في هجوم أبريل 2024، نحو 300 طائرة وصاروخ على إسرائيل، وكان ذلك أول هجوم تشنه طهران مباشرة من أراضيها ضد إسرائيل.
ولدى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عدة خيارات تمكنها من التصدي للصواريخ، مثل نظام باتريوت أو نظام الدفاع الصاروخي للمناطق المرتفعة (نظام ثاد).
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 تشرين الاول حربًا مدمرة على غزة خلفت ما لا يقل عن 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة