خاص الهديل…
غنوة دريان…
في ظلّ الأزمات المتتالية والضغوط اليومية التي تحيق بلبنان والمنطقة العربية، نجد أنفسنا محاطين بمشاعر القلق والخوف التي تتسلّل إلى أعماقنا وتثقل كواهلنا.
هذه المشاعر السلبيّة ليست مجرّد أفكار تجول في أذهاننا، بل هي طاقة تتراكم في أجسادنا، مسببّةً توترات وآلاماً جسديةً لا يمكن تجاهلها.
كيف يقوم الجسد بتخزين هذه المشاعر؟ وما هي الآثار الجسدية التي قد تظهر نتيجة ذلك؟ كيف يتفاعل الجسد مع التوتر والقلق المتزايد؟ وكيف يمكننا مواجهتهما بطرائق فعّالة لاستعادة توازننا النفسي والجسدي وسط هذه الظروف الصعبة؟
أن القلق من أكثر المشاعر التي يعيشها الشعب اللبناني اليوم في ظلّ الظروف التي يشهدها، وهذه المشاعر تختلف من شخص إلى آخر: “بعض الأفراد قد يشعرون بالتوتر، إمّا من خلال دقّات القلب السريعة، أو من خلال شدّ العضلات في الرقبة والظهر. أمّا البعض الآخر، فقد يُصاب بأمراض الأكزيما بسبب القلق”.
كذلك، هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك والإسهال نتيجة التوتر القائم في لبنان.
ويعانون من قلّب المزاج، عدم التركيز، وعدم الشعور بشيء، وكلّها علامات تدلّ على أن الجسم لم يعد يتحمّل هذا القلق وأصبح يحمي نفسه من الأوضاع التي تحدث من حوله. بالإضافة اليالإفراط في التدخين وشرب الكحول، وتأجيل العمل أو كثرة العمل، والانفعال المبالغ فيه وعدم الخروج من المنزل.
لى أنّنا وسط الأحداث التي يشهدها لبنان اليوم، ليس في استطاعتنا أن نعلم إلى أين سنذهب ولا حتى أن نتوقّع ما الذي سيحدث. هذا الأمر سيؤدّي إلى القلق والذي يعني بمفهومه الخوف من المجهول،
بما أنّنا نعيش في توتر مستمرّ، سواء بسبب الأزمات الاقتصادية والهزات أو الوضع السياسي، فهذا الأمر يزيد من حدّة القلق. هناك العديد من الأشخاص الذين لم يشعروا بالخوف في حرب تموز، لكنّهم شعروا بهذا الإحساس الآن لأن جهازهم العصبيّ شعر بالتعب. لذلك من الضروريّ خلق روتين صحيّ، من خلال تناول المأكولات الصحية، والنوم 7 ساعات على الأقلّ، والابتعاد عن التدخين وشرب الكحول، وهذا بجانب طلب المساعدة من معالج نفسي، في حال ارتفعت نسبة التوتر لدينا .