خاص الهديل…
قهرمان مصطفى
لعل الحالة التي يعيشها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حالياً يمكن تسميتُها بـ “غرور القوة” وذلك على مختلف الأصعدة التي يتعاطى معها؛ وهذا ما يدفعه نحو التمسك بإطالة أمد الحرب على غزة والتوسع في رقعة الصراع على كل الجبهات وأهمها حالياً الجبهة الشمالية مع لبنان؛ وطبعاً هذا كله يتجلى في ظل استمراره في ارتكاب جرائم الحرب والمجازر اليومية دون رادع، سواء من قبل المجتمع الدولي أو القوانين الإنسانية.
وضمن هذا التمادي والغطرسة التي يعيشها نتنياهو هناك سؤال محوري يمكن طرحه الآن، ومفاده أين تقف الولايات المتحدة الأميركية من هذه الحالة المتجذرة في سياسات نتنياهو وحكومته المتطرفة؟!!
إذ ماتوجهنا لتحليل موقف الولايات المتحدة والسياسة التي ينتهجها الرئيس بايدن تجاه الحرب الجارية، يتضح أنه لا يُنتظر أي ضغط حقيقي من واشنطن؛ حيث يُلاحظ للمتتبع لتعاطي الولايات المتحدة للحرب الدائرة بأن إدارة بايدن منحت إسرائيل الضوء الأخضر للتصرف كما تشاء، شرط عدم اتساع دائرة الحرب؛ كما يبدو أن الإدارة الحالية تعاني من حالة من عدم اليقين، حيث تتركز جهودها حالياً على لملمة أوراقها قبل مغادرة البيت الأبيض في انتظار رئيسها الجديد، وأن كل ما تطلبه إدارة بايدن من إسرائيل التعامل حاليا من منطلق القيام بعمليات واغتيالات ذات هدف نوعي؛ كما مطالب إدارة بايدن تقتصر على ضرورة أن تكون العمليات الإسرائيلية ذات أهداف نوعية، والأهم هو أن الخطاب الأمريكي وزيارات وزير الخارجية تهدف فقط إلى امتصاص تصاعد التوتر الإسرائيلي، مع الحفاظ على أمن اسرائيل!
وبالتالي، لا تتوقع الإدارة الأمريكية الحالية أن تمارس أي ضغوط على تل أبيب؛ بل ستستمر في تقديم أنواع الدعم المالي والعسكري والسياسي كافة لإسرائيل، في إطار تحقيق مكاسب انتخابية، لأن إسرائيل تظل أحد الثوابت في السياسة الخارجية الأمريكية وأحد محددات الأمن القومي.
لذا، الرهان على الولايات المتحدة في ظل الاستقطابات الانتخابية والتغيرات العالمية الحالية هو رهان غير مجدٍ. ومن هنا، يصبح التعويل الحقيقي على توحيد الصف الفلسطيني وإعادة ترتيبه، فضلاً عن توحد الإرادة العربية والإسلامية لمواجهة محتل يخوض معركة وجود وبقاء، بل ومعركة عقائدية عميقة.