بحياة وأمن وعام دراسي جديد.. بلبنان الجريح
كتبت الدكتورة ناهد سامر
بعدما اختلطت الكلمات المعبرة عن مشاعر الحب والأمل للشباب مع كلمات الحسرة التي تزداد مع تصاعد أعداد الشهداء بلبنان الحبيب؛ وبعدما دُمرت غزة وصار بكل بيت شهيد أو أكثر بل وراحت عائلات كلياً وأصبح حتى البقاء والحياة بأبسط مواردها وسبلها مستحيلة لأهل غزة وانضم إليه لبنان الحبيب.. ليأتي الموت والعقاب لمن قاوم ويقاوم ضد عدوٍ محتل غاصب لوطنه وأرضه!
قانون القوة والغاب هو السائد الآن، وكل هذا يتجلى في غياب الصمت وأي ردع دولي لكل الجرائم والإبادات التي يرتكبها العدو؛ لن نُخدع كما خُدعنا تحت مسمى “مجلس الأمن الدولي” و”الأمم المتحدة”.. في الوقت الراهن ليست فقط المعايير المزدوجة التي يكيل بها من يدعون أنهم الغرب، بل هي القوة الغاشمة! نحن الآن في زمنٍ لم يبقَ حتى ومضة من دبلوماسية الخطاب، بل أصبح مسلسل القتل والتدمير يُعلنان بغطرسة: “نحن هنا وأنتم كعرب، افعلوا ما تريدون” أو بالأصح “لن تقدروا على فعل شيء أمام قوتنا وسيطرتنا على مقومات عيشكم”. أليس هذا هو الواقع المرير؟ فلنستفق يا سادة!
وعليه ومهما استمر ذلك، ستظل فلسطين والقضية والمسجد الأقصى أولى القبلتين في قلوبنا. ولكن بفكر واعٍ لمقدار إمكانياتنا وتطويرها، ليس فقط للرد بل حتى للردع ووقف آلة القتل والإبادة الوحشية. ويالها من مأساة…
كلمات فريق كاريوكي في مهرجان العلمين تستنفر كل التمرد داخل قلوب شبابنا المصري والعربي، لتعلن بين السطور عن إدراك ووعي وفهم بسلاسة دون قنابل أو رصاص؛ كانت الكلمات تلك كالرصاصة التي تنبه مشاعرنا وتحاكي الوضع في قلب كل الشباب في المنطقة العربية، خاصةً وأنها تعبر عن قضية وأثرها من الوعي العميق لما يدور في العالم.
“كيف أصدق هذا العالم
لما يتحدث عن الإنسان؟
شايف أم تبكي على ضناها
علشان مات في الغارة جعان
ويساوي المقتول بالقاتل”
ومع بداية العام الدراسي الجديد، وكلنا أمل بمستقبلٍ مشرق. فلنعمل بصدق ويقين ثابت، ونترك الموعد لله عز وجل، عندما نصبح مؤمنين حقًا. هذا وعد الله ألا نكون محبطين أو متشائمين، وسيأتي بإذن الله اليوم الذي ينقلب فيه عمل كل جبار آثم وظالم على نفسه.
قال الله تعالى: “لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” (آل عمران، 139). ولننتبه للفظ “إن كنتم مؤمنين” حقاً. فلا تهنوا ولا تحزنوا، بل اعتبروا بمن سبقكم، ولا تعودوا لما وقعتم فيه من أخطاء. فإن الإيمان يوجب قوة القلب، وصدق العزيمة، والصمود في وجه الأعداء المحتلين، ليزيد الوعي بما علينا تحقيقه ويظل الأمل قائماً.