خاص الهديل…
غنوه دريان….
والسؤال البديهي الأول الذي يراودنا، نحن الذين تطالنا الحرب، هو: هل نخاف من الموت؟
أكتب هذا النص بينما تحوم فوقي طائرة الاستطلاع الإسرائيلية التي تجوب أجواءنا وتنخر مسامعنا بصوتها، وقلوبنا بغدرها.عندما تسمع صوت الطائرات أو ترى الدمار حولك، يشعر عقلك بأنك محاصر، ليس فقط في المكان، بل في أفكارك وقلقك. الخوف ليس مجرد ردّ فعل طبيعي على الخطر، إنه شعور يتغلغل إلى أعماق النفس، ليُصبح جزءاً من كل فكرة تمرّ برأسك. في قلب الحرب، وفي وسط كل هذا الدمار والخراب، ينبعث السؤال الذي يخشاه الجميع بصوت خافت: هل تخاف من الموت؟ علم النفس يقول إن خوفنا من الموت طبيعي. إنه جزء من رغبتنا العميقة في البقاء. لكن في لحظات كهذه، في الحروب والدمار، يصبح الخوف أشدّ وأعمق. الموت هو المجهول الذي نخشاه جميعاً،خاصةً في زمن الحرب نجد أنفسنا نتساءل: هل سنعود كما كنّا؟ هل يمكن أن نعيش مرةً أخرى دون هذا العبء الثقيل من الخوف؟