خاص الهديل….
غنوة دريان ..
لم يعد يسالني احد “كيفك؟”ولم اعد ارد كما اعتدت انا منيح بس اهلي بيموتوا ” تغير كل شيء وكان غزة انتقلت الي الي كوكب احر فلم يعد يصل منها أي خبر ,لا شهداء لا مشاهد مؤلمة ولا حتى جمل يتناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بحرقة مثل “يوسف 7 سنين ابيضاني شعره كيرلي وحلو ” او ” هدى روح الروح ” او “هيدي امي بعرفها من شعرها .
على الرغم من اننا نموت بالحدة نفسها والعنف ذاته نموت فرادى وجماعات في مراكز البيوت و الايواء والخيام والشواطىء على شاطئ البحر وما زلنا أيضا ننعى الذين نحبهم بحرقة لا تنطفىء لكن الذي اختلف بعد اكثر من عام من الإبادة اننا لم نعد ترند ولم يعد موتنا مهما حتى انه صار مزعجا كذبابة تأبى الانصراف .
تحرجني شاشات التلفاز ليم يعد مذيع الاخبار يحكي الكثير عن موتانا بعدما كان يفصل خبرنا الي مناطق وحارات وبيوت وأسماء صار يكتفي بذكر اعدادنا فيقول راح جراء الغارة 5 او 10 او 100 ثم ينتقل الي الخبر التالي .وكان شيئا لم يكن .
فقد تحولت ابادتنا الي مصاب جلل الي حدث عادي تماما لا تظهر تفاصيله على شريط الاخبار العاجلة بل كجزء من نشرة طويلة اصبحنا خبرا عابرا بعدما كنا الخبر الرئيسي . لم تعد تعرض شاشة التلفاز أي ادانة لابادتنا فلا مجاعة الشمال تحرك الدول لتلقي خطابات الاستنكار ولا قصف مراكز الايواء وحصار المستشفيات يستحق ادانة علنية فتكرار المجازر جعلها حدثا روتينيا في عيون العالم واصبح القتل و الجوع والعطش و الياس أمورا عادية تحدث بشكل يومي .
ادرك العالم ان الإدانة و الاستنكار أمور لا توقفها الإبادة ونحن أيضا نعلم ذلك فاذا كنا لا بد ان نقتل فلنسمع ونحن نموت ادانة العالم لابادتنا وهذه اقصى أحلام المغلوب على امره .