منصات مأجورة وغياب الضمير: تسويق لنجيب ميقاتي على حساب معاناة الناس
خاص همسات لبنانية
في مدينة طرابلس، حيث يعيش المواطن تحت وطأة الفقر والحرمان، تبرز مشهدية إعلامية مقلقة، تسلط الضوء على مدى تفكك القيم المهنية والإنسانية. منصات إعلامية وغروبات اجتماعية تتسابق في الترويج لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مظهرةً إياه كـ”منقذ” للمدينة، بينما الواقع يفضح بعده عن هموم الناس وحاجاتهم.
هذه المنصات، المعروفة بانتمائها السياسي المعلن إلى ميقاتي منذ سنوات، لا تجرؤ على انتقاده أو مساءلته. السبب؟ “الشهرية” التي يتقاضونها بانتظام، والتي يبدو أنها تكفي لإسكات كل صوت ناقد وتحويل أقلام الإعلاميين إلى أدوات دعاية مأجورة. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يمكن لهؤلاء، الذين يدّعون المهنية، أن يغضوا الطرف عن واقع المدينة المأساوي ويتحولوا إلى أبواق مدفوعة الثمن؟
طرابلس، التي تعاني من الفقر المدقع وغياب الحد الأدنى من الخدمات، ليست بحاجة إلى حملات دعائية تمجّد السياسيين. بل هي بحاجة إلى سياسات فعلية تعالج البطالة، ترفع مستوى التعليم، وتعيد إحياء البنية التحتية المتهالكة. لكن بدلاً من ذلك، تقتصر جهود بعض الإعلاميين والمنصات على تلميع صورة ميقاتي، في تناقض صارخ مع واقع المدينة الذي لا يحتاج إلى أكثر من نظرة سريعة لتبيان مأساويته.
لا يمكننا أن نتغاضى عن حقيقة أن هذه المنصات تفتقر إلى الضمير الإعلامي، حيث بات المال هو الموجّه الوحيد لتغطيتها الإعلامية. وبدلاً من تسليط الضوء على الأزمات التي تعصف بطرابلس، تختار هذه الجهات أن تغض الطرف عن آلام الناس ومعاناتهم، لتكسب ودّ السياسي الذي “يطعمها”.
هنا، نوجه تحذيراً واضحاً لأبناء طرابلس: احذروا هذه المنصات التي باعت ضميرها مقابل المال. هؤلاء لا يمثلون المدينة ولا ينقلون صوتها الحقيقي. إنّهم أداة لتضليل الرأي العام، ولا هدف لهم سوى تحقيق مصالحهم الضيقة على حساب الحقيقة وكرامة الناس.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*