خاص الهديل….
كتب بسام عفيفي
هناك جانب في مبدعة التوقع طالما أحببت أن أميط اللثام عنه؛ وما أقصده هنا هو الجانب الإنساني في ليلى عبد اللطيف..
في حياتها هناك داخل قلبها يوجد حياة لأناس كثيرين؛ عائلات كثر تصفها بالرحيمة، وأطفال لم تسعفهم الظروف ينادونها “يا ماما” وأصدقاء كثيرون لها يرتاحون عند رحابة صدرها حينما تحوم غيوم عابسة في فضاء حياتهم..
ليس هناك إحصاء لذوي القربى عند ليلى عبد اللطيف؛ فهؤلاء ليسوا فقط الأقارب بل كل محتاج تساعدها إمكاناتها غير الكبيرة على تقديم يد العون لهم..
ذات مرة قرأت أن الفنانة الكبيرة صباح تعطي بيمينها الفقراء ولا تعرف يسارها بذلك؛ وليلى عبد اللطيف هي من هذه المدرسة التي توزع محبتها وصدق نواياها بيد وكف مفتوح، وتوزع حسناتها بكفها الثانية..
في إحدى المناسبات قالت لي شخصية عربية أن السيدة ليلى عبد اللطيف لا تتوقع بل تقرأ في سطور الأيام؛ وهذه موهبة أصلها بياض روحها ونقاء سريرتها..
لماذا أتكلم الآن بعد صمت طويل عن الجانب الإنساني لليلى عبد اللطيف؟.
الأسباب عديدة ولكن السبب المباشر بينها هو ما اكتشفته عنها مؤخراً بخصوص قيامها بعمل إنساني كبير مع إحدى عاملات المنازل الأجنبية التي احتاجت طفلتها لعملية عاجلة حتى تتجاوز خطراً وشيكاً.. وأرسل الله لهذه الطفلة ليلى عبد اللطيف كي تقف إلى جانبها ليس فقط كمحسنة لوجه الله بل كأم ثانية لها..
إن الحنو والاحسان هو طريق مواز لطريق حياة ليلى عبد اللطيف التي يمكنني أن أستعير أيضاً كلاماً لأحد أصدقائي عنها حيث وصفها بأنها معطاءة وأن الخير يقودها إلى طرق بيضاء فيها عوالم سحرية ومؤمنة.
أنا أريد أن أعترف الآن أنني أكثر من مرة ظلمت ليلى عبد اللطيف وأنني أكثر من مرة كنت سبباً في عدم تمكينها من الإعلان عن توقعات لو أعلنت عنها في الوقت الذي كانت انتقته لكانت أحدثت صدمة للعالم في مجال عالم التوقع.. غير مرة قالت لي ليلى عبد اللطيف عن أنها تعيش منذ فترة مع توقع معين غاية في الأهمية وتريد إعلانه؛ ولكنني كنت أتدخل معها وأنصحها بعد البوح عن هذا التوقع لأنه سيتسبب بحالة من القلق لدى الرأي العام أو بعواقب معينة. وكانت ليلى تستجيب لنصيحتي؛ ولكن بعد فترة كان يحدث على أرض الواقع توقع ليلى عبد اللطيف؛ وكنت أشعر بالذنب وأهرول إليها معتذراً كونني كنت السبب في عدم بوحها لتوقعها الذي أصبح واقعاً قائماً؛ ولكنها كانت تقول لي بهدوء: صدقني انني لا زلت مقتنعة بنصيحتك رغم انني أراها تحققت ورغم أنني خسرت صدى إعلامياً مهماً إلا أنني ربحت راحة ضميري كوني فضلت المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
أعرف ليلى عبد اللطيف الإنسانة وأعرف ليلى عبد اللطيف مبدعة التوقعات؛ وكِلا الجانبين في شخصيتها تدعوني لاحترامها: أحترم إنسانيتها؛ وأحترم موهبتها التي تخرق الظواهر لترى الحقائق.

