إطلاق النسخة الثالثة من مهرجان “بيروت كتب” في المعهد الفرنسي بالشراكة مع ESA
عقد المعهد الفرنسي في لبنان مؤتمراً صحافياً في قاعة “مونتاني” ببيروت، أُعلن خلاله عن إطلاق النسخة الثالثة من مهرجان “بيروت كتب” (Beyrouth Livres)، الذي سيُقام من 22 ولغاية 26 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بالشراكة مع المعهد العالي للأعمال – ESA Business School، وبمشاركة نحو 80 كاتباً وكاتبة فرنكوفونية من لبنان والعالم.
استُهل المؤتمر بكلمة السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، الذي عبّر عن “تأثره البالغ بإطلاق النسخة الجديدة بعد إلغاء دورة العام 2024 بسبب الأحداث المأسوية”. وقال: “إن لقاءكم اليوم في المعهد الفرنسي بمناسبة هذا المؤتمر يشكل مصدر سعادة كبيرة لي، فالمهرجان الذي أبصر النور عام 2022 حقق منذ انطلاقته نجاحاً لافتاً واستقطب أكثر من 20 ألف زائر من مختلف الأعمار والخلفيات”.
وأضاف ماغرو: “قد يتساءل البعض في ظل ما يعيشه العالم من أزمات متتالية عن جدوى الاستمرار في تنظيم مهرجان للأدب الفرنكوفوني، لكن الجواب بسيط: لأننا نؤمن بأن الثقافة والتعليم هما من الركائز الأساسية وحجر الزاوية لإنسانيتنا”. وأشار إلى أن فرنسا، التي استضافت قبل عام القمة التاسعة عشرة للفرنكوفونية، تواكب اليوم من بيروت إطلاق “المدينة الدولية للغة الفرنسية”، مؤكداً أن “بيروت كتب أكثر من مجرد مهرجان، إنه احتفاء بالفرنكوفونية المتنوعة التي تشبه لبنان، البلد الذي يُجسّد التعددية اللغوية حيث تختلط العربية بالفرنسية والإنكليزية بتناغم”.
ولفت ماغرو إلى أن لبنان، “كونه القلب النابض لترجمة الأدب الفرنسي إلى العربية”، انضم إلى مبادرة “كتب الضفتين”، التي تدعمها وزارة الخارجية الفرنسية والمعهد الفرنسي في باريس، بهدف تعزيز الحوار والتبادلات الأدبية بين ضفتي المتوسط. وكشف أن هذه الدورة ستشهد للمرة الأولى في بيروت تقديم جائزة ألبرت لوندر، وهي أرقى جائزة للصحافة الاستقصائية الفرنكوفونية، مشيراً إلى أن تخصيص المهرجان للأطفال يأتي كرسالة أمل بمستقبل أفضل للبنان.
كما أعلن أن فعاليات المهرجان ستشمل بيروت ومناطق أخرى مثل طرابلس، صيدا، بعلبك، جونية، زحلة ودير القمر، بفضل شبكة المراكز التابعة للمعهد الفرنسي، وستكون جميعها مجانية ومفتوحة أمام الجميع. وستُقدَّم خلاله برامج متنوعة تشمل الرواية، الشعر، المقالات، القصص المصورة، إضافة إلى قراءات موسيقية وعروض فنية ومفاجآت أخرى، مع تركيز خاص على الشباب عبر لقاءات مع تلامذة وطلاب في أكثر من 50 مدرسة وجامعة.
وشكر السفير ماغرو أكثر من 60 شريكاً من سفارات ومكتبات ودور نشر ومؤسسات ومنظمات دولية وإعلامية يدعمون المهرجان، مثنياً بشكل خاص على شريك المعهد الفرنسي الأساسي، ESA Business School، الذي سيستضيف على حرمه الجامعي الكبير في بيروت حفلي الختام يومي 25 و26 تشرين الأول/أكتوبر.
من جهته، أكد مدير المعهد العالي للأعمال ماكسانس ديو أن مشاركة ESA في المهرجان تأتي “تعبيراً عن الصداقة الفرنسية–اللبنانية والتعددية الثقافية التي تعكس هوية المعهد”، مشدداً على أن “المؤسسة ستبقى منفتحة على الفنون والثقافة بما يعزز قيم الفرنكوفونية”.
أما مديرة المعهد الفرنسي سابين سكورتينو، فكشفت أن المهرجان سيتضمن أكثر من 80 نشاطاً متنوعاً يجمع بين كتاب وشعراء وفنانين ومفكرين، منهم أسماء عالمية بارزة مثل: نيكولا ماتيو، مايليس دو كيرانغال، سيرج بلوخ، هيملي بوم، شارل بربريان، كوثر أديمي، ريم بطال، إضافة إلى كتاب لبنانيين من بينهم شريف مجدلاني، لمياء زيادي، مروان شاهين، هيام يارد ولور إبراهيم.
وأعلنت سكورتينو عن سلسلة فعاليات خاصة منها: “ربع ساعة القراءة الوطني” يوم 21 تشرين الأول الساعة 11:15 صباحاً، حيث يقرأ جميع اللبنانيين في الوقت نفسه، إلى جانب مناظرات كبرى حول المنفى، الذاكرة، الديموقراطية والنسوية، فضلاً عن معارض، عروض أفلام، حفلات موسيقية بالرسم، عروض مسرحية وقراءات بصوت عالٍ، على أن يُختتم المهرجان بحفل احتفالي في حرم ESA يومي 25 و26 تشرين الأول.
وأكدت سكورتينو أن المهرجان “مفتوح مجاناً أمام الجميع”، داعية اللبنانيين إلى المشاركة بكثافة “في هذا الحدث الثقافي الذي يجمع العالم في بيروت ويؤكد دور لبنان كمنصة للحوار والانفتاح”.



