خاص الهديل….
في كل مرة تطل فيها ماغي فرح على الإعلام، لا تأتي بجديد ولا تضيف ما يستحق، سوى هجوم متكرر ومكشوف على سيدة التوقعات ليلى عبد اللطيف، والسيد ميشال حايك، مما بات الأمر أشبه بعقدة شخصية أكثر مما هو اختلاف مهني، حتى صار اسمهما يلاحق ماغي أكثر من الأبراج نفسها؛ فبدلاً من أن تترك بصمة بعملها، تحوّلت إطلالاتها إلى منابر للغيرة والاتهام، وكأن شهرة ليلى عبد اللطيف وميشال حايك ودقة توقعاتها باتت كابوساً يؤرق فرح ويُسقط أوراقها واحدة تلو الأخرى.
الناس أحرار في أن يؤمنوا بالتوقعات أو أن يرفضوها، ومن الطبيعي أن يصدر نقد من وقت لآخر بحق من يقدمها؛ لكن أن يتحول النقد إلى هوس دائم، فهذا ليس نقداً بل غيرة علنية وعقدة مكشوفة. وهنا يكمن لبّ المشكلة: ماغي فرح لم تعد تفوّت فرصة إعلامية دون أن تلمّح أو تهاجم ميشال حايك وليلى عبد اللطيف ، في وقت أصبح فيه جمهور واسع يتناقل توقعات الأخيرة بدقة، خصوصاً مع الأزمات والكوارث المتلاحقة التي يعيشها عالمنا العربي.
وفي أحدث ظهور لها عبر إحدى المنصات الإعلامية، لم تتردد فرح في اتهام مهنة التوقعات، وبأن هذه المهنة لا تعتمد على أسس علمية، بل على أسلوب مبالغ فيه قائم على تضخيم ما قد يصيب من توقعات، قائلة: “قول 20 شغلة بيزبط منهم 5”.. مضيفةً: “أنا بعرف شو عم يصير سياسياً، وبعرف مين ممكن يتعرض للخطر”، وهنا بيتُ القصيد أليست هي من توقعت عدم حدوث الحرب الإسرائيلية على لبنان وبدأت تُطمئن اللبنانيين أنه لا وجود للحرب؛ على عكس ما توقعته السيدة ليلى بوجود ضربة إسرائيلية قادمة!!. وعليه فالمسألة ببساطة أن نجاح ليلى عبد اللطيف وسعة انتشارها يوجع ماغي أكثر من أي سيناريو آخر.
المضحك أيضاً أن ماغي فرح نفسها، التي لطالما عُرفت بتوقعات الأبراج، لم تعد تجد آذاناً صاغية لما تقدمه؛ إذ باتت “التوقعات الفلكية” مادة قديمة بالية فقدت بريقها مع الزمن، بينما الجمهور يبحث عن دقة وتفاصيل ملموسة وجدها في إطلالات ليلى عبد اللطيف. هكذا تحوّل المشهد إلى صورة معكوسة: ماغي تلاحق ليلى بالهجوم، والجمهور يلاحق ليلى بالمتابعة، والنتيجة أن الغيرة صارت أوضح من الشمس.

