خاص الهديل….
غنوه دريان…
كتبتُ كثيراً، وحذفتُ أكثر. لا أعلم ما البداية المنطقية لجدلٍ لم ينطفئ منذ أيام، بعد شائعةٍ أو نبأٍ يتحدث عن انفصال الممثل كريم محمود عبد العزيز عن زوجته آن الرفاعي، وأنه سيعلن خلال الأيام القادمة اعتزامه الزواج من الممثلة دينا الشربيني.
يأتي هذا الخبر بعد أشهر قليلة من تداول أنباء عن علاقةٍ عاطفيةٍ جمعت بين الثنائي أثناء تصوير فيلمٍ مشترك، قبل أن يُلغيا متابعة بعضهما على مواقع التواصل، ثم يعود الصلح بين كريم وزوجته بوساطة مقربين.
لكن عبد العزيز أعلن في بيانٍ رسمي الطلاق، مؤكداً أن لا علاقة لأي شخصٍ ذُكر اسمه مؤخراً بالانفصال “لا من قريبٍ ولا من بعيد”.
في المقابل، كتبت آن الرفاعي منشوراً أثار ضجة واسعة قالت فيه:
> “تم إبلاغي بالطلاق من خلال ستوري إنستغرام بعد 14 سنة زواج، بدون ورقة طلاق أو إخطار من مأذون. شكراً على التقدير والاحترام…”
كلماتها هذه فجّرت موجةً جديدة من التعاطف، ومزيداً من الغضب تجاه كريم، في حين انقسم الرأي العام بين متضامنٍ ومُهاجمٍ أو ساخر.
منذ ذلك الحين، تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى محاكم أخلاقية مفتوحة، لا تهدأ فيها الاتهامات ولا تنتهي فيها المرافعات.
اعترف أنني وقعتُ بدوري في فخّها، حين رأيت منشوراً على إنستغرام لمجلةٍ تحاول استغلال “الترند”، تسأل فيه:
> من المخرج/ة الذي تودّون أن تعمل معه/ا دينا الشربيني في مشاريعها القادمة؟
وكانت إجابتي السريعة:
> “ليس مخرجاً ذكراً، لأنّ دينا ستسرقه من زوجته وعائلته.”
ثم توالت التعليقات المدافعة عنها، وأبرزها أن “الرجال لا يُسرَقون”، وأننا يجب أن نحكم على الفنانين من خلال أعمالهم لا حياتهم الخاصة.
حينها أدركت أنني أخطأت في التعبير فعلاً. نعم، الرجال لا يُسرقون، وهذه حقيقة. لكنني ما زلت أرى أن الاقتراب من رجلٍ متزوج، مهما كانت مبرراته، هو تصرّف لا يخلو من سوء تقدير.
صحيح أن كريم قد يكون أخطأ، لكن دينا لم تكن بلا مسؤولية، خاصةً وأنه كان معروفاً بحبّه لزوجته وله منها ثلاث بنات.
غير أن كثيرين لا يعتبرون ذلك سبباً كافياً للتمسك بعلاقةٍ أو عدّها مقدّسة.
ولمن لا يتابع التفاصيل، فقد أثارت دينا الشربيني الجدل في الصيف الماضي عندما صعدت إلى المسرح بدعوةٍ من صديقتها روبي خلال حفلٍ أقامته منصة “شاهد” في الساحل الشمالي، وغنّتا معاً أغنية “باي باي حبيبي باي باي”، في حركةٍ وُصفت بأنها “تسميع كلام” لكريم.
وربما كانت تلك اللقطة، وغيرها، من الشرارات التي زادت غضب الجمهور تجاهها باعتبارها تصرفاً استفزازياً لم يُراعِ مشاعر الزوجة.
أما كريم، فسبق أن تحدّث في مقابلة عام 2023 عن أثر طلاق والديه عليه، وكيف سبّب له تشتتاً نفسياً. واليوم، يعيد البعض تداول المقطع ذاته، متهمين إياه بإعادة إنتاج التجربة نفسها مع بناته.
وسط هذا كله، يطرح كثيرون سؤالاً مشروعاً:
كيف تحوّلت حياة خاصة إلى حديث عامّ لكل من يملك حساباً على مواقع التواصل؟
لكن هذه هي الحقيقة الجديدة لعصرنا الرقمي؛ كل شخصٍ أصبح منصةً، يملك صوتاً وقدرةً على إصدار أحكام، حتى لو
انطلق من نوايا إنسانية أو غيرةٍ أخلاقية.

