الحلّ ليس في لبنان… بل في إيران
كتب عوني الكعكي:
يعلم الجميع أنّ حلّ مشكلة حزب الله وسلاحه ليس بيد حزب الله، إنما هو بيد إيران لا في لبنان…
رئيس الجمهورية يعالج موضوع سلاح حزب الله بكثير من الرويّة والتبصّر، لأنه يعلم جيداً أنّ أي احتكاك بين الجيش اللبناني وبين الحزب، قد يؤدي الى حرب أهلية. والمصيبة الكبرى أنّ د. سمير جعجع يعلم جيداً أنّ المشكلة الحقيقية بالنسبة للجيش هي أنه لا يملك الأسلحة التي تؤهّله للقيام بأعمال عسكرية كبرى.. خصوصاً أنّ الدولة اللبنانية عاجزة عن تسليح هذا الجيش… والحقيقة الثانية أن المساعدات العسكرية التي يحصل عليها الجيش كلّها هِبات، ولكن مع الأخذ بالاعتبار أن لا يتم تسليح الجيش اللبناني بسلاح حديث كي لا يشكل خطراً على إسرائيل.. لا سيما وأنّ المساعدات العسكرية الحقيقية هي فقط لإسرائيل. والدليل على ذلك سلاح الطيران.. وهنا سؤال: كيف تستطيع إسرائيل أن تشتري كل هذه الأسلحة التي تملكها؟
بكل صراحة، كلّها من أميركا وأوروبا، وكلّها عبارة عن هِبات تأتيها مجاناً.
الموضوع هنا بالنسبة للسلاح.. وهنا أريد أن أعطي مثلين: كيف استطاعت إسرائيل أن تغتال شهيد فلسطين القائد حسن نصرالله؟ نرى أن ذلك تم عندما حصلت إسرائيل من أميركا على القنابل الخارقة للتحصينات MK84 وBLU109 التي تستطيع أن تخترق 80 متراً.
السؤال الثاني: كيف استطاعت إسرائيل أن تصل الى إيران، وأن تقطع مسافة 3000 كيلومتر، وتدمّر المفاعل الإيرانية الثلاثة: نطنز وفوردو وأصفهان؟
هذه العملية، أولاً، حدثت عندما حصلت إسرائيل على القنابل الخارقة التي تصل الى عمق 80 متراً أيضاً.
ثانياً: تم تزويد الطائرات بالوقود عن طريق سلاح الطيران الأميركي.
باختصار، لولا أميركا لم تكن إسرائيل قادرة على أن تفعل شيئاً.
لا نقول هذا الكلام، لأننا حريصون على إسرائيل، بل العكس تماماً، فإنّ هذا الواقع يأخذنا الى ما قاله الرئيس أنور السادات منذ 50 سنة، أي في حرب 6 أكتوبر في اليوم الثاني أو الثالث من على شاشة التلفزيون: «أنا لا أستطيع أن أحارب أميركا… فأنا لا أحارب إسرائيل، لأني لو كنت أحارب إسرائيل لكنت قادراً على أن أعبر خط «بارليف» الذي تعتبره إسرائيل أهم خط دفاع مائي لا يستطيع أي جيش أن يخترقه». لذلك أعلن أنه سيذهب الى السلام.
الحقيقة، أنّ الأهم -حسب السادات-: أننا لا نستطيع أن نحقق أي انتصار على إسرائيل.. لأننا لا نحارب إسرائيل بل أميركا. والأهم من كل هذا أنّ إسرائيل لا تريد السلام. لذلك عندما نقبل نحن بالسلام فهذا هو الانتصار الحقيقي على إسرائيل.
في الحقيقة، ان الرئيس أنور السادات كان على حق، فإذا كنتم تريدون أن تنتصروا على إسرائيل، اذهبوا الى السلام لتحققوا الانتصار. وليعلم الجميع أنّ هذا السلام لن يأتي من لبنان بل من إيران لارتباط الحزب بولاية الفقيه.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

