خاص الهديل-
قبل أن يزور الرئيس الاميركي جان بايدن المنطقة، لن يبلغ اموس هوكشتاين جواب إسرائيل للبنان.
.. هذا ما قاله هوكشتاين ذاته لبعض محادثيه من اللبنانيين قبيل مغادرته لبنان خلال زيارته الاخيرة ، حيث افادهم انه سيذهب من إسرائيل إلى الولايات المتحدة الأميركية، ولن يعود إلى لبنان، الا بعد مجيئ بايدن إلى المنطقة.
يستفاد من إشارة هوكشتاين هذه، أن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وتقسيم ثروة الغاز بينهما، هو ملف بات له صلة بملف زيارة بايدن إلى كل من إسرائيل والسعودية ، وبات له صلة بما يريده بايدن من المنطقة لجهة خفض سعر النفط والغاز، وزيادة مستويات إنتاجهما، وتوفير كميات كبيرة من الغاز إلى أوروبا ليحل مكان الغاز الروسي.
وفي خلال مرحلة الانتظار الفاصلة بين ما بعد ذهاب هوكشتاين من بيروت ، وبدء زيارة بايدن بعد أيام إلى المتطقة، يتوقع حصول نوع من تبادل الرسائل المحسوبة فوق ميدان كاريش وقانا ومنطقة تقاطع الخطوط ٢٣ و٢٩.
.. وعليه ، فان توقيت إرسال حزب الله مسيراته الثلاث ، يأتي ضمن السياق السياسي لهذه الفترة الزمنية الفاصلة بين ذهاب هوكشتاين وعودته المرتبطة بزيارة بايدن للمنطقة. ويظل ان خطوة حزب الله بإرسال المسيرات الثلاث لتحلق فوق ” مناخ حضور” السفينة اليونانية الى منطقة قريبة من كاريش، تضمنت عدة رسائل في ان واحد ، و يمكن قراءة مضامين هذه الرسائل من خلال التوقيت التي جاءت به هذه الخطوة :
اولا، لقد ارسلت المسيرات في خلال وجود الوزراء والمبعوثين العرب الذين شاركوا في اللقاء التشاوري العربي على مستوى وزراء الخارجية، في بيروت.
وحزب الله اغتنم مناسبة أن كل وزراء او ممثلي وزراء الخارجية العرب موجودون في بيروت، ليلفت حواسهم الخمس إلى أن الحزب موجود في أكثر الملفات خطورة وحساسية في المنطقة، وأنه يمسك بقرار السلم الإقليمي والحرب الإقليمية، وليس فقط بقرار السلم والحرب في لبنان.
ثانيا، هناك أيضا معنى آخر للتوقيت الذي اختاره الحزب لارسال المسيرات باتجاه منطقة كاريش ، اذ حصل ذلك قبيل مجيئ الرئيس الأميركي جان بايدن إلى المنطقة التي سيزور خلالها إسرائيل والسعودية، وسيكون ملف غاز المنطقة ونفطها احد أبرز ملفات محادثات الرئيس الأميركي مع الذين سيلتقيهم من زعماء ومسؤولي دول المنطقة.
واضح ان حزب الله يحاول حجز حيثية له داخل اعتبارات ملفات زيارة بايدن إلى المنطقة.
ثالثا – لا ان توقيت إرسال المسيرات باتجاه كاريش، له صلة باقتراب موعد عودة هوكشتاين إلى بيروت او له صلة بتأخر هوكشتاين عن تقديم الجواب الاسرائيلي لبيروت. فالحزب يعلن عبر إجراء المسيرات الضيق من تأخر الإجابة الإسرائيلية، ويعلن انه ليس في موقع الانتظار بل هو في موقع المبادرة .
والواقع ان رسالة حزب الله توزعت بغير اتجاه، وعليه فإن مفعولها تبدد في أكثر من صدى له، وسبب ذلك أن الحزب لم يركز في رسالته المسيرة على جهة محددة واحدة. بل قصد في نفس الوقت ” اللقاء التشاوري العربي ” و” هوكشتاين الذي طال انتظاره” و” يائير المتوثب للفترة الانتقالية” ؛ وعليه ؛ فان ما حصل هو أن كل المعنيين بهذه الرسالة اخذ حصته الصغيرة منها. والتحليل العام لكل هذه الجهات ، اعتبر ان تطيير المسيرات الثلاث، هو حدث إعلامي بأكثر مما هو حدث سياسي وعسكري وامني.
ولقد أوحى وليد جنبلاط ، امس ، بهذا المعنى غير الحربي لخطوة الحزب ارسال مسيراته الثلاث. وقال جنبلاط من عند الرئيس نبيه بري تعليقا على مسيرات حزب الله : ” إسرائيل ما عم تقصر بالتحليق باجوائنا كمان” .. ولكن جنبلاط جزم قائلا ” لا أرى حربا” .