الهديل

الحلبي أطلق مشروعًا لدعم المتعلمين ذوي الحاجات الخاصة

اطلق وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي، اليوم الإثنين، بالتعاون مع منظمتي “اليونيسف” وhumanity inclusion، وبتمويل من الاتحاد الاوروبي، مشروعا لدعم المتعلمين ذوي الحاجات الخاصة والصعوبات التعلمية في المدارس والثانويات الرسمية.

وهذا المشروع “يشكل خطوة مهمة أخرى نحو نظام تعليم رسمي نوعي دامج للجميع في لبنان. يسفيد منه المتعلمون مجانا من التقييمات اللازمة والعلاجات المتخصصة، وسيحصلون مجانا على الأجهزة المساعدة والأجهزة اللوحية لدعم حقهم في الوصول إلى المدارس والثانويات والبقاء فيها، الأمر الذي يمنحهم فرصة عادلة لتلقي تعليم ذي جودة عالية وتطوير المهارات التي يحتاجون إليه”.

وأشار الوزير الحلبي في كلمة، إلى أن “لبنان يمر بمرحلة دقيقة جدا على كل الاصعدة، وككل القطاعات يعاني القطاع التربوي أزمة هي الأخطر على هذا القطاع منذ عقدود عدة، ولكن تسعى وزارة التربية جاهدة إلى توفير المناخ المناسب لإبقاء الواقع التربوي مصونا من أذى الأزمات التي نمر بها حاليا، بقدر ما تسمح به الظروف التي تضغط سلبا على مجتمعنا اللبناني ولا يسلم منها أحد و بخاصة الأطفال الأكثر هشاشة”.

وشدد على ان “من واجب وزارة التربية تأمين التعليم النوعي للجميع وعندما نؤكد على الشمولية نقصد جميع التلامذة من دون استثناء وبخاصة المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية. فمن خلال  الخطة الخماسية التي وضعتها الوزارة، أكدنا على ثقافة الدمج وقد أعلنا سابقا عن 30 مدرسة رسمية دامجة اضافية ليصبح عدد المدارس الدامجة في لبنان 60 مدرسة رسمية مع كامل فريق الاختصاصيين، موزعة على كل المحافظات والأقضية لمواكبة أولادنا وتوفير كل ما يلزم لهم”.

ولفت الى ان “مشروع الدمج لن يقتصر على الستين مدرسة فقط بل هناك عدد كبير من المدارس والثانويات الرسمية والخاصة على خط الدمج، وهدف الوزارة أن تصبح كل مؤسساتنا التعليمية دامجة مع حلول 2030 ونشجع كل المبادرات في هذا الخصوص. فخطتنا ترتكز على تكييف المؤسسة التعليمية لتلائم حاجة المتعلم أينما كان وليس العكس.

وأضاف: “يحتاج المتعلمون ذوو الحاجات الخاصة والصعوبات التعلمية، كما جميع الأطفال، إلى تعليم عالي الجودة في بيئة تعليمية داعمة لتنمية مهاراتهم وتطوير استقلاليتهم لتعزيز انتاجيتهم  في المجتمع. وان توافر هذا النوع من البيئة التعليمية الداعمة ، يُشعر كل متعلم بغض النظر عن  تنوع احتياجاته بالأمان ويطور انتماءه الى المجتمع المدرسي”.

وتابع: “تسعى وزارة التربية والتعليم العالي بدعم من كل الجهات المانحة الى توفير هذه البيئة الداعمة. وفي هذا الإطار، وضمن مشروع الدمج الذي تقوم به المديرية العامة للتربية بالشراكة مع المركز التربوي للبحوث والإنماء ومنظمة “اليونيسف”،  نطلق اليوم مشروعا مجانيا لتوفير الأجهزة المساعدة للمتعلمين ذوي الحاجات الخاصة والصعوبات التعلمية بكامل تنوعها (حركية سمعية بصرية ذهنية …)  وهذا المشروع تقوم به الوزارة بشراكة مميزة مع طاليونيسف” و منظمة  Humanity & Inclusion بتمويل من الاتحاد الاوروبي لتغطي كل المدارس والثانويات الرسمية في لبنان. ومن ضمن هذا المشروع سيفيد المتعلمون ذوو الحاجات أيضا من التقويمات اللازمة والعلاجات المتخصصة كما سيحصلون أيضا، بالاضافة الى الاجهزة المساعدة التي تم ذكرها على أجهزة لوحية لدعم حقهم في الوصول الى المدارس والثانويات الرسمية والبقاء فيها، الامر الذي يمنحهم فرصة عادلة لتلقي تعليم ذي جودة عالية وتطوير المهارات التي يحتاجون اليها”.

وقال: “لوضع آلية واضحة تسهل افادة المتعلمين في المدارس والثانويات الرسمية من هذا المشروع، أصدرنا التعميم رقم 26 الذي يشرح كل التفاصيل المتعلقة به، وسيكون التعميم متوافرا ابتداء من اليوم على كل وسائل التواصل الخاصة بالوزراء”.

واختصر الوزير الحلبي التعميم رقم 26 بالقول: “على الأهل الذين لديهم متعلم يعاني حاجات خاصة أن يبلغوا مدير المدرسة أو الثانوية الرسمية خلال أيام الخميس من كل اسبوع (المدارس والثانويات الرسمية تفتح كل خميس  خلال الصيف) والمدير لديه عبر التعميم كل التفاصيل لإبلاغ الوزارة الكترونيا للمتابعة. وسيكون الخط الساخن للوزارة على الرقم 01772000 جاهزا للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بهذا الخصوص. كما أن وحدة التربية المختصة في الإرشاد والتوجيه مع جميع الاخصاصيين جاهزة يوميا وخلال الصيف أيضا، لاستقبال الأهل وأولادهم في الطابق 14 من وزارة التربية خلال الدوام الرسمي من دون موعد مسبق لتقديم المساعدة الإرشادية اللازمة لهم. ونؤكد على أن جميع المتعلمين من كل الجنسيات في المدارس والثانويات الرسمية في دوامي قبل الظهر وبعده يستفيدون من هذا المشروع”.

و”في موازاة هذا المشروع ومن ضمن الإطار الوطني للمناهج الذي يعده المركز التربوي للبحوث والإنماء والذي تضع اللجان المكلفة اللمسات الأخيرة عليه”، اكد الحلبي “مبدأ الدمج وتوفير التعليم النوعي للجميع من دون استثناء،  وهذا ما سينعكس طبعا في المناهج الجديدة الدامجة التي سنبدأ بتجربتها في الأشهر المقبلة”.

وأوضح أنه “أعطيت تعليمات واضحة الى قسم الهندسة في الوزارة أن يؤخذ الدمج في الاعتبار في كل المدارس والثانويات التي ترمم أو يتم التحضير لبنائها. فممنوع أن تبنى مدارس غير دامجة”.

وأضاف: “كما أننا في خضم تصحيح الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة ولشهادة الثانوية العامة، يهمني التذكير بأنه تم اتخاذ كل ما يلزم لضمان اجراء امتحانات عادلة للجميع، وخصوصا للمرشحين ذوي الحاجات الخاصة والصعوبات التعلمية. وقد تم توفير مراكز دامجة في المناطق كافة حرصا على تقريب هؤلاء المرشحين الأحباء من مراكز الامتحانات على غرار المرشحين الآخرين، بالاضافة الى تكييف المسابقات وتوفير الفريق المختص المواكب، واعطيت اللجان الفاحصة التعليمات لتمديد الوقت حيث يجب ذلك،  والاستراحة حيث يتطلب وضع المرشح من ذوي الحاجات الراحة، واخترنا الطبقات السفلى، والأساتذة المساعدين للكتابة أو للقراءة، وتكبير الخطوط واستخدام الطباعة النافرة، وغير ذلك الكثير من المتطلبات والأدوات.  فاسمحوا لنا بالمناسبة أن نشكر كل اللجان الفاحصة ودائرة الامتحانات والمعلمين في القطاعين العام والخاص على هذا الانجاز النوعي”.

وراى ان “ثقافة الدمج ترتكز على الشراكة ولن نستطيع أن نصل لوطن دامج دون الشراكة مع الجميع من المؤسسات الرسمية والمؤسسات الخاصة والمنظمات والمجتمع المدني والأهل. فالذي يميز مشروع الدمج في وزارة التربية هو الشراكة الحقيقية التي تهدف الى خدمة المواطن من دون حسابات فردية ضيقة، والشراكة التي تكونت بين وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والانماء من جهة وبين منظمتي يونيسف ومنظمة من جهة أخرى Humanity & Inclusion والجمعيات الاهلية والاهل بدعم مميز من الاتحاد الاوروبي، جعلت هذا البرنامج يبصر النور ويسمح بالتطور الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي ليس فقط للأطفال ذوي الحاجات الخاصة، ولكن أيضا لجميع المتعلمين، مما  يؤدي  إلى مجتمعات أكثر تماسكا تحترم التنوع والاختلاف. ونشدد على أن المدرسة الدامجة هي مدرسة نموذجية توفر بيئة ايجابية داعمة لجميع المتعلمين”.

وووجه الشكر “مرة أخرى  للاتحاد الاوروبي ولمنظمتي “اليونيسف” وHumanity & Inclusion”.

وشكر ايضا “كل الجمعيات والاتحادات التي تتعاون مع الوزارة في موضوع الدمج، والإعلام الذي نتكل عليه لنشر ثقافة الدمج، والمركز التربوي للبحوث والانماء رئيسة ومديرين ومستشارين على إعطاء الأولوية للدمج في المناهج والتدريب، والشكر المميز للمديرية العامة للتربية بشخص المدير العام للتربية وجهاز الارشاد والتوجيه الذي ينسق هذا المشروع، بالتعاون مع مديريتي التعليم الثانوي والابتدائي ومديري المدارس والثانويات والمعلمين والاختصاصيين”.

وختم: “عندما ننظر الى صلابة إرادة ذوي الحاجات الخاصة، وإصرارهم على التميز والتألق على رغم الصعوبات المريرة أحيانا والمستحيلة أحيانا أخرى، نستعيد الأمل بهذا الوطن، فمن صلابتهم نستمد قوتنا ومن اصرارهم نستعيد أملنا بالنضال والكفاح لنعيد لبنان الجميل الذي نحب. لا لن نخسر التربية لأننا إن خسرناها نخسر لبنان ، عشتم عاشت التربية وعاش لبنان”.

Exit mobile version