الهديل

خاص الهديل -هل يبقى عون في قصر بعبدا بعد نهاية ولايته ؟

-خاص الهديل – 

هناك نظريتان لا ثالث لهما : 

تقول الاولى ان العماد ميشال عون لن يبقى دقيقة واحدة في قصر بعبدا بعد انتهاء فترة ولايته الدستورية .

والنظرية الثانية تقول انه سيبقى في قصر بعبدا، نظرا لعدم وجود “حكومة أصيلة”، ونظرا لتعذر إنتخاب فخامة الرئيس العتيد .  

ولبنان اليوم عبارة عن وجهتي نظر : الأولى تقول عون باق في بعبدا حتى اشعار اخر .. والثانية تقول ان عون سيخرج بمجرد انتهاء ولايته وبغض النظر عن الظرف السياسي الذي سيحيط بيوم خروجه.  

ربما كان الشخص الوحيد الذي يستطيع حسم هذا الجدل، هو ميشال عون شخصياً ؛ إذ يكفي أن يخرج على الاعلام ليقول بوضوح ما اذا كان يعتزم البقاء في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته ، ام لا.. وما هي الأسباب والظروف التي تجعله يبقى في القصر ، والأسباب والظروف التي تجعله يخرح منه؟؟. 

 ولكن مراقبين ومتابعين وسياسيين ، لا يوافقون على هذا الحل ويقولون ان عون سبق وقال خلال زيارته للدوحة انه لن يسلم قصر بعبدا لحكومو غير قائمة ، بمعنى انه اذا انتخا ولايته وكان هناك في البلد حكومة تصريف اعمال ، فانه لن يخرح من قصر بعبدا حتى يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وكان في مناسبات اخرى نقل عن لسانه انه لن يبقى في قصر بعبدا دقيقة واحدة بعد انتهاء ولايته الدستورية. 

.. وعليه، لا يمكن الاعتماد بشكل حاسم على كلام يقوله عون اليوم حول ما سيفعله لحظة انتهاء ولايته، وذلك لعدة أسباب اساسية: 

اولها – واهمها – يتعلق بشخصية العماد ميشال عون، حيث أن سيرته الخاصة والسياسية تقدمه على انه شخصية دراماتيكية، اي انه يمارس السياسة بأسلوب انقلابي وعنيف ومن خارج التوازنات السائدة . 

وعليه لا يمكن في ظروف سمات شخصية الرئيس عون، الرهان على ان ظروف العام ١٩٩٠ حيث عون تمترس في قصر بعبدا تختلف عن ظروف العام ٢٠٢٢، فبالنسبة لعون ليست الظروف هي التي تحدد موقفه، بل ما يريده وما يسعى اليه. 

السبب الثاني وهو يكمل السبب الأول- وهو غاية في الأهمية ايضا- ، يتعلق بموقف حزب الله من قرار عون البقاء في بعبدا. فالحزب بشكل مبدئي لن يكون في مواجهة عون اذا قرر البقاء في بعبدا، ولن يكون بمواجهة بري اذا قرر الاخير معارضة خطوة عون هذه. ولكن الحزب سيتخذ هذا الموقف اذا كان غير موافق على بقاء عون في قصر بعبدا، أما إذا وجد الحزب ان لديه مصلحة في بقائه، فإنه عمليا سيدعم استمرار وجوده في قصر بعبدا، وهذا الامر سيحيد معارضة بري لعون، وسيقلل من أهمية معارضة جنبلاط له. 

.. ولكن هل هناك سبب استراتيجي يجعل حزب الله له مصلحة في بقاء عون في قصر بعبدا حتى يتم انتخاب رئيس جمهورية بعد فترة طويلة من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية؟؟ 

.. اقله هناك سبب واحد استراتيجي، وهو أن حزب الله الذي يعلم أن مسؤولية التفاوض على إبرام المعاهدات الدولية هي ضمن صلاحيات رئيس الجمهورية وحده، يعلم أيضا أن المرحلة المقبلة ستشهد توقيع لبنان على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ، وهذا الاتفاق هو ضمن المعاهدات الدولية ، ولذلك فإن حزب الله لن يقبل ان يكون في قصر بعبدا رئيسا للجمهورية غير متفق بالكامل معه على ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وعلى النظرة للصراع مع إسرائيل . 

.. ولا شك أن حزب الله يعتقد بعمق أن رئيس الجمهورية الوحيد الذي لا يمكن ان يختلف معه في المسائل الاستراتيجية التي منها موضوع ترسيم الحدود البحرية ، هو ميشال عون الحليف الاستراتيجي لحارة حاريك، او شخصية من سلاسلة عون السياسية تخلفه في قصر بعبدا .. 

والسبب الثالث ؛ يتعلق بالتفاصيل ، ومفادها ان الرئيس عون قد يطرح في الوقت المناسب نقاطا مفاجئة يشرح من خلالها لماذا لا يريد الخروج من قصر بعبدا. 

من بين هذه النقاط التفصيلية، نقطة تتعلق بأن عون في قرارة نفسه يعتقد أنه تم منعه من ان يحكم ، وأنه عهده تعرض لمؤامرة من ان أجل تفشيله ، وأن ما جرى معه يشبه انقلابا ضده بكل معنى الكلمة.

.. وعليه فإن عون يريد “فرصة إضافية” كي ينفذ خلالها ما كان يريد تنفيذه، وتم منعه من ذلك. 

والواقع ان مسألة ” الفرصة الإضافية ” قد يتم تجسيدها او تفسيرها عمليا على أكثر من نحو : 

– البقاء في بعبدا كونه لا يوجد حكومة أصيلة وكون فخامة الرئيس لا يمكنه تسليم البلد لحكومة” غير فعلية ” او ” غير قائمة ” حسب وصف يتم تداوله في كواليس بعبدا..

– البقاء في قصر بعبدا طالما انه لم ينتخب رئيس للجمهورية ولم تشكل حكومة فعلية وأصيلة. 

– بقاء مشروع عون في بعبدا عن طريق انتخاب خليفة سياسي لعون يكمل تنفيذ مشروعه الاصلاحي الذي – بنظر عون- تم إفشاله عن سابق تصميم . 

.

Exit mobile version