الهديل

خاص الهديل – ماكرون على خط يائير – نصر الله : ” الوسيط الفاشل “..

-خاص الهديل – 

.. لا رئيس حكومة العدو الجديد والانتقالي لابيد يائير يستطيع شن حربا ضد لبنان، ولا الدولة اللبنانية تستطيع منع حزب الله من التدخل ميدانيا في ملف السفينة اليونانية المرابطة قبالة كاريش. 

وعلى هذا يفكر يائير، كما توحي التقارير الإعلامية ، بأن يوسط الرئيس الفرنسي ماكرون مع لبنان، او ربما ضمنا مع حزب الله، لوضع قواعد اشتباك تخص حقل كاريش.

وفي حال قبل ماكرون ان يصبح حامل رسائل بين بيروت وتل أبيب وربما بين يائير والسيد حسن نصر الله ، فإن ماكرون بذلك يكون – حسب انتقادات له في فرنسا- قد ذهب بعيدا في استنزاف كل هيبة رصيده الرئاسي في لبنان ، حيث يقول منتقدو ماكرون داخل باريس، انه لم تبق تفصيل لبناني ، الا وحاول ماكرون أن يأخذ شخصيا على عاتقه تنفيذه، ولكن ماكرون ورفاقه في الاليزية والخارجية الفرنسية ، يشعرون بأنه طالما حصد رئيس جمهورية فرنسا الفشل في لبنان ؛ فهو لم يستطع جعل المسؤولين اللبنانيين يحترمون وعودهم له خلال لقائه بهم في قصر الصنوبر ببيروت، ولم يستطع النجاح بتشكيل حكومة مستقلين، او حتى شبه مستقلين؛ ووصل بالنهاية الى حد القبول بلعب دور وسيط لصالح جبران باسيل ، مع رؤساء الحكومات المكلفين الذين طلب منهم لقاء باسيل حتى يمكن تشكيل حكومة؛ اية حكومة. 

هناك من ينقل عن الجمهوريين خلال عهد نرامب، وصفهم لماكرون بأنه “جندي متحمس ” يسير بسرعة ، وعادة ما يصطدم بالزجاج . وعليه فإن واشنطن اعتادت عن خبث ان تترك الطريق لماكرون كي تشاهد فشله السياسي في البلدان التي قرر الأميركيون عدم التعاطي مع مشاكلها في الوقت الراهن. 

اما الديموقراطيون فهم بعكس ترامب الجمهورية، ابدوا مع مجيئ بايدن إلى البيت الابيض انفتاحا على ماكرون ، ولكن بايدن لا يزال بنظر إلى حركة ماكرون اللبنانية على ” شأن ماكروني” يوظفه الاخير مرة انتخابيا داخل فرنسا، ومرة أخرى على شكل اصطياد مصالح فرنسية في لبنان.  

هناك اليوم نوع من الشراكة الفرنسية مع السعودية على خط التعاطي مع لبنان ، ولكن ماكرون في علاقته مع الرياض لم ينجح في جعل السعودية تتطابق في وجهة نظرها مع الاليزية بخصوص الكثير من العناوين اللبنانية . وقبل ذلك كان أنشأ ماكرون ” رفقة درب ” مع المصريين خلال اول مراحل مبادرته تجاه لبنان قبل انفجار المرفأ، ولكن القاهرة تركت ماكرون يتابع درب الفشل لوحده ، فيما المصريين استوعبوا تعقيدات الموقف في وقت مبكر وبدلوا تكتيك تعاطيهم مع الوضع اللبناني بما يضمن التوازن بين استراتيجيتهم لحماية لبنان وما يمكن فعله في الظروف الراهنة لحماية لبنان . 

من وجهة نظر حزب الله وطهران، فان الأوروبيين هم وسيط يحمل ” شيك أميركي” من دون رصيد ، وعليه فان المحور الايراني في كل المنطقة لا يثق بالدور الأوروبي كوسيط ، خاصة بعد تجربة خروج ترامب من الاتفاق النووي وموقف أوروبا العاجز تجاه تنفيذ التزاماتها في هذا الاتفاق. 

ويعتقد المحور الايراني أن قرار الانفراج والتسويات او التصعيد والصراعات في المنطقة، هو بيد أميركا؛ فيما أوروبا – وبخاصة فرنسا- يقتصر دورها على تعبئة لوقت الضائع الاميركي ، حينما تكون واشنطن غير معنية بالتواجد سياسيا في المنطقة أو في بعض مشاكلها. 

لن يكون حزب الله ولا طهران متحمسة لتوسط ماكرون بشأن تخفيف التوتر بين تل أبيب وحارة حريك ؛ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا ذهب يائير إلى ماكرون ليشتكي عنده على حزب الله ولبنان ، ولم يذهب إلى بايدن ؟؟.

الإجابة بسيطة، وهي أن هذه الوساطة التي يريدها يائير ليس الهدف منها بالعمق الكلام مع باريس من أجل لبنان، ومن اجل حزب الله ، بل ما يريده يائير هو لفت نظر أوروبا إلى أن نفوذ ايران في لبنان يعيق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ، ويمنع وصول الغاز المتوسطي إلى اوروبا، وهذا يعني وفق رؤية يائير انه يجب على الاوروبيين ان يساندوا موقف إسرائيل من مفاوضات فيينا الداعي إلى الضغط على بايدن كي يضمن ان يشتمل الاتفاق الذي هناك سعي اممي لتوقيعه ، على نزع أذرع ايران العسكرية ؛ بما فيها حزب الله – من دول المنطقة .

Exit mobile version