الهديل

«الحظ زي عود الكبريت بيولع مرة واحدة»

 

كتب عوني الكعكي:

الحظّ مثل «شرف البنت زي عود الكبريت ما يولعش غير مرة واحدة»..

دعوة د. سمير جعجع قائد «القوات اللبنانية» الى توحيد المعارضة دعوة صادقة ومهمة جداً، لكنها جاءت متأخرة جداً جداً لأنّ الفرصة التاريخية التي حصل عليها د. جعجع بتحالفه مع الرئيس سعد الحريري إثر اغتيال شهيد لبنان وشهيد العروبة دولة الرئيس رفيق الحريري، وبعد الجهود الحثيثة لإطلاق سراحه، كل هذه الجهود يبدو أنّ الدكتور جعجع تناساها.. وللتذكير فقط:

نسأل الدكتور جعجع ألم يسهّل له الرئيس الحريري زيارة سماحة المفتي في دار الفتوى؟ وهذا ما كان ليحصل، لولا تغطية الرئيس الحريري، خاصة وأنّ د. جعجع متهم باغتيال الشهيد الرئيس رشيد كرامي.

لا نريد أن نذكّر بأمور نتمنى أن نتخطاها، لكن «الذكرى تنفع المؤمنين».

تاريخ العلاقة بين الرئيس سعد الحريري ود. سمير جعجع للأسف كان مثل حب من طرف واحد.. وللتذكير أيضاً فإنّ الحكومة الأولى التي شكلها في عهد الرئيس ميشال عون استغرق تشكيلها 11 شهراً كي يصل الى اتفاق بين د. جعجع والطفل الصغير المدلل.

والأهم أيضاً للذكرى، ان الرئيس الحريري وكتلة المستقبل «نزلوا» الى المجلس النيابي أكثر من 40 مرة كي ينتخبوا الدكتور جعجع، مرشح 14 آذار، ولسوء الحظ لم يوفقوا..

اما في آخر حكومة وبعدما زار موفد الرئيس الحريري د. غطاس خوري معراب من أجل الحصول على تأييد الدكتور للرئيس الحريري في تشكيل الحكومة، وبعد موافقة د. جعجع ظهراً، اتصلت السيدة ستريدا جعجع لتبلغ الرئيس الحريري ان د. جعجع يعتذر، لأنّ المكتب السياسي في «القوات» لم يوافق.

بالله عليكم من يصدّق هذا الكلام، وهل يفكر أحد للحظة واحدة ان د. جعجع يفهم بلغة المكتب السياسي… خاصة وأنّ تاريخ د. جعجع اقتصر على الحروب من اغتيال الشهيد البطل طوني بك فرنجية وزوجته وابنته و «زمط» الوزير سليمان بك لأنه لم يكن في البيت بل كان عند جدّه الرئيس سليمان بك فرنجية في الرابية. الى ثلاث حروب مع فخامة الرئيس ميشال عون: حرب التحرير وحرب الإلغاء وحرب تكسير رأس حافظ الأسد، ولا ننسى حرب جعجع مع الوزير ايلي حبيقة يوم حاصره مع قواته في الكرنتينا في المجلس الحربي وأنقذه يومذاك قائد الجيش ميشال عون، الى عملية اغتيال داني شمعون وزوجته وولديه.

لذلك، قول د. جعجع إنّ المجلس السياسي لا يوافق، لا يناسب الوضع ولا يمكن لأحد أن يصدّقه..

أكتفي بهذه النبذة عن تاريخ العلاقة بين د. جعجع وبين الرئيس الحريري لأقول للدكتور جعجع الذي يطالب بتوحيد المعارضة:

أولاً: عن أي معارضة يتحدث الدكتور: عن سامي الجميّل أو نديم الجميّل او حزب الكتائب أو عما تبقى من الاحرار؟ أم يريد أن يعقد اتفاق «معراب2-» لأنه لم يتعلم من «معراب1-»؟

وعلى صعيد السنّة، تبيّـن أنه وبعد عزوف الرئيس سعد الحريري عن الترشح للانتخابات لم يعد هناك زعيم سنّي، كما كانت الزعامة أيام الحريري الأب الشهيد دولة الرئيس رفيق الحريري، ولا على أيام الرئيس سعد الحريري… الساحة السنّية وللأسف الشديد خالية من أي زعيم كما تبيّـن من الانتخابات السابقة، إذ ان أحد المرشحين الذي ملأ الدنيا وشغل أهل الأرض بجميع أنواع الدعاية، حتى انه استأذن «الحزب» في انه سيستغل التهجم عليه لأنّ هذا يقويه انتخابياً، ودفع 20 مليون دولار وفعل كل ما يمكن أن يفعله من ماكينة انتخابية الى مندوبين الى السيارات الى الاحتفالات الى الدعوات، وبالرغم من كل هذا لم يستطع أن يأتي بنائب واحد بل استطاع فقط أن يفوز وحيداً.

أما الذي يستغل غياب الزعامات، والذي أقام الندوات وحاول أن يقوم بجولات في كل الأراضي اللبنانية، وألّف عدة تشكيلات، ويُقال إنه قبض 10 ملايين من الدولارات من أصدقائه في العالم العربي لا نعلم كم صرف منها، لكنه لم يوفق بنائب واحد رغم ادعائه انه ساهم بفوز 7 نواب، وعلى سبيل النكتة يدعي أن نائب بيروت الدرزي فيصل الصايغ محسوب عليه، وأنّ النائب وائل ابو فاعور من حصته أيضاً ويمكن أن يكون ذلك صحيحاً… لا أعلم.

يا دكتور جعجع خسرت في معركة رئاسة المجلس.. وخسرت في معركة نائب رئيس المجلس ولكنك استطعت أن تحصل على رئاسة واحدة لإحدى اللجان النيابية.. فأظن ان عليك أن تعيد حساباتك… وأنك لن تحقق أي نجاح إذا لم يكن معك حليف من أهل السنّة.. لا بل انه مهما فعلت ومهما صرفت من أموال لا تستطيع أن تغطي فراغ وغياب الرئيس سعد الحريري لأنّ الانتخابات أكدت ذلك في المرة الاولى: انتخابات رئيس المجلس ونائب الرئيس أيضاً… اما اذا كنت تفكر بالرئاسة فأبشّرك ان الأبواب مقفلة، والمفتاح ضائع.

Exit mobile version