الهديل

تشكلت الحكومة أم لم تتشكّل… الرئيس ميقاتي «جالس»

تشكّلت الحكومة أم لم تتشكّل… الرئيس ميقاتي «جالس»

كتب عوني الكعكي:
من اللحظة التي انتهت فيها الاستشارات النيابية والتي كلف بنتيجتها الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة والحديث يدور على جميع الأصعدة حول السؤال: هل ستتشكل الحكومة، وهل سيقبل فخامة رئيس الجمهورية التشكيلة، أم انه سيرفضها كما جرت العادة.. من خلال التبجح بالميثاقية ساعة وبالدستورية ساعة أخرى؟! ولكن الحقيقة هي أن المطلوب هو تنفيذ شروط صهر «العهد» الصبي المدلّل الصغير.. نبدأ بوزارة الطاقة وننتقل بعدها الى الخارجية، وها هو يطالب بوزارة الشؤون الاجتماعية، لأنّ بعض المعلومات تفيد أن هناك «فريش دولار» سيأتي الى هذه الوزارة على شكل مساعدات للاجئين السوريين الذين وصل عددهم الى المليون والخمسماية ألف مواطن سوري هربوا من بلدهم خوفاً من الموت، وأخيراً وليس آخر مطالبته بوزارة الداخلية، لأنه يريد تعيينات جديدة يستطيع من خلالها أن يحوّل لبنان الى دولة بوليسية ضارباً القوانين عرض الحائط كما تفعل القاضية المقدامة غادة عون التي لا تلتزم إلاّ بأوامر الصهر الصغير المدلل… فتلك القاضية أقدمت في القضاء على تجاوزات واعتداءات على كرامات الناس ما لم تفعله الخمرة في رأس مالك، والأنكى من ذلك عدم تنفيذ أوامر رؤسائها. صحيح انها لبت دعوة الاستجواب ولأوّل مرّة، لكنها وعدت بأنهم لن يتخذوا أي إجراء ضدّها، وسيكون الاستجواب بشكل استعراضي… الله يرحم القضاء من اعتداءات فخامة الرئيس يوم رفض توقيع التشكيلات التي قدمها رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود ومعه المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد.
على كل حال طبعاً… وبالعودة الى موضوع تشكيل الحكومة الجديدة التي ستكون آخر حكومة في عهد التدمير والتخريب. أما إذا لم تتشكل فإنّ رئيس الحكومة المستقيلة الذي هو في الوقت نفسه الرئيس المكلف سيظل «جالساً» على كرسي الرئاسة الثالثة.

إنّ أفضل حكومة هي الحكومة التي شكلها ميقاتي خلال ساعات بعد التكليف وقدمها دولته خطية الى رئيس الجمهورية، وأعلنت على التلفزيون.. حيث «حُشِرَ» فخامته وصار في موقف حرج، لأنه إذا رفضها فنتيجة الرفض ستنعكس سلباً على فخامة رئيس الجمهورية.
وأذكّر ما حدث مع الرئيس سعد الحريري يوم رفضت تشكيلاته، لكن أخلاق الرئيس سعد الحريري لم تسمح له بالتصرّف بعناد، لكن الرئيس ميقاتي تنبّه الى ما كان يجب أن يفعله الرئيس الحريري من دون أي تحدٍ لفخامة رئيس الجمهورية، لأنه لا يريد أن يترك أي فرصة لـ»قلب الحقيقة» وأن يظهر للجميع خطأ، ان رئيس الجمهورية مغلوب على أمره وكأنه مظلوم…
حسناً فعل الرئيس ميقاتي إذْ تعامل مع فخامة رئيس الجمهورية بالطريقة نفسها التي يستعملها فخامته لتهميش دور رئيس الحكومة وإظهار رئيس الحكومة بأنه يتعدّى على صلاحيات رئيس الجمهورية… بينما الحقيقة هي العكس تماماً، وبصراحة أصبح فخامته متخصصاً بقلب الحقائق.
من ناحية ثانية، يحكى في المجتمع أنّ رئيس الجمهورية لن يسلّم الحكم عند انتهاء ولايته، لأنه إذا لم تتشكل حكومة، فإنّ الحكومة المستقيلة لا تتمتع بوضع قانوني، أو كما يدعي ان وضعها غير دستوري ولا ميثاقي، وهنا نقول للذين يظنون ان فخامته لن يُسَلّم… ان الكلام غير دقيق، لأن فخامته أعلن أكثر من مرة بأنه سيذهب الى منزله الذي بناه في منطقة الرابية.
على كل حال، «السوخوي» موجودة وهي جاهزة لتقوم بطلعة فوق قصر بعبدا حاملة رسالة الى فخامته بأنه إذا لم تتوفر «السوخوي» فإنّ هناك أنواعاً جديدة يمكن أن تكون بديلاً عنها.

أخيراً، سيندم فخامته كثيراً ومعه صهره على الفرص الضائعة على البلد، التي رُفِضَت من قبل فخامته، وبدل أن يركّز على بناء الدولة كان همّه الوحيد أن يفتش عن الوزارة التي يريدها صهره ضارباً مصالح الشعب اللبناني عرض الحائط… الحساب قريب يا فخامة الرئيس.

Exit mobile version