الهديل

خاص الهديل – مهرجانات بعلبك و” جمهورية الصيف اللبناني ” ..

-خاص الهديل – 

لم تتأثر “جمهورية الصيف ” في لبنان، بإنهيار البلد الاقتصادي والسياسي .. فالصيف في لبنان اقوى من إرادة التخريب والتعطيل والفساد السائدة لدى أحزاب لبنان. 

وواضح ان السياح ، بعد سنتي الحبس المتأتي عن جائحة كورونا، قرروا كسر حاجز الخوف والمجيئ إلى لبنان بإعداد كبيرة.  

وهناك في الواقع سؤال يحتاج للتوقف عنده والتمعن به والإجابة عليه. 

ومفاد هذا السؤال هو ما الذي يجب على المراقب أن يستنتجه من واقع انه بعد أسابيع من الكلام الكثيف في الإعلام، عن حصول تدهور امني كبير ، بفعل عمليات مطاردة عصابات المخدرات في البقاع، تفتح بعلبك ، عاصمة البقاع ، الباب على بدء مهرجاناتها لهذا الصيف ، وذلك وسط إقبال كبير من اللبنانيين المغتربين والمقيمين ومن السياح العرب والاجانب!!. 

لقد تبخر كل السيل الإعلامي عن الوضع الأمني القلق والخطر في الهرمل وبعلبك، وحل مكانه من دون فاصل زمني كبير ، مشهد مهرجانات بعلبك الزاهرة، ومشهد سياح يتوافدون بالمئات إلى مدينة الشمس ليعيشوا في كتفها لحظات فرح وطرب وانس.  

ما حدث امس مع بدء افتتاح مهرجانات بعلبك ، يعني شيئا مهما، وهو أن بعلبك اقوى من اي تشويه لاشراقتها، واقوى من اي مناخ سياسي، يريد من خارج واقعها كرسالة انسانية وثقافية وفنية دولية ، استقطابها او فرض مناخه عليها، ويعني أيضا ان بعلبك لها تاريخها داخل سيرة ازدهار لبنان وداخل سيرة ثقافة التفاعل الإيجابي اللبناني ، وعبثا يمكن لأية جهة او مجموعة او جماعة أو فئة ان تكتب لبعلبك تاريخا غير تاريخها، وان تفرض على بعلبك حاضرا غير حاضرها. 

ان الأحداث الجارية في هذا الصيف، وبخاصة الحدث السياحي، يظهر مرة جديدة ان لبنان بلد يستطيع النهوض، ويستطيع أن يتجاوز أحزابه باتجاه صناعة اقتصاده داخل بلداته وبالاستناد على رصيد الفكرة التي صنعها اللبنانيون والتي تقول ان لبنان سويسرا الشرق، وجنة على الأرض، وأنه ” محظوظ من يملك مرقد عنزة في لبنان” . 

 وبكلام أوضح أن لبنان الناس لم ينهار ، والذي انهار هو لبنان الاحزاب .. فبعلبك بدت امس انها تخرج من الظلمة بفعل قوة تاريخها وناسها، وإن خروجها من ثنايا انهيار البلد لتقدم نموذجها الاحتفالي العالمي امس، يعني أن جمهورية الصيف في بعلبك هي الأقوى ، وان نشيد الشمس في بعلبك هو صاحب الحضور الأقوى في حاضرها ومستقبلها.

Exit mobile version