الهديل

خاص الهديل – هل صحيح أن الرئيس عون في ” حالة ضيق ” وينتظر ساعة الخروج من بعبدا؟

-خاص الهديل – 

 اذا كان الرئيس عون كما تسرب بعض الأخبار، يعاني من حالة ضيق ( قرف باللبناني)، وبات يريد الخروج من قصر بعبدا مع نهاية ولايته؛ فهذا يعني أمرا أساسيا، وهو أن عون أنهى حياته السياسية بحالة من الإحباط التي كان هو نفسه جاء من المنفى تحت شعار انه يريد اخراج المسيحيين من حالة الاحباط عينها المصاب هو نفسه بها اليوم .

وواقع أن يصاب عون بحالة من الضيق او الاحباط ( بالتعبير السياسي اللبناني الشائع ) ، وهو يجلس على الكرسي الاولى التي طالما اعتبرها هدفا مثاليا له، والتي خاض من أجل نيلها كل معارك حياته ، فهذا يعني ان ميشال عون كان يحلم طول حياته بمركز ، لم يعد له خطة عمل في حال نيله، ما يعني أن حلم عون الرئاسي كان شخصيا، وحينما وصل إليه متأخرا أصبح حلمه عائليا ..  

واليوم ، وبعد تجربة ميشال عون في رئاسة الجمهورية صار يمكن تسجيل الاستنتاجات التالية الأساسية التي لم بعد بمقدور أي مراقب سياسي تخطيها: 

– الرئيس القوي كان شعارا اكثر من فاشل ، ويعبر عن تضخم في العضلات ونقص في العقل. 

وتبين أن العمل وفق أسلوب الرئيس القوي المفتول العضلات ، لا يستطيع حل مشاكل لبنان، ولا حل مشاكل المسيحيين ..

 – نظرية الرؤساء الأقوى في طوائفهم أدت إلى إحباط او تشتيت او عزل الطوائف؛ وتبين أن الرئيس الأقوى في علاقاته مع جميع الطوائف، هو الرئيس الأقوى لرئاسة الجمهورية.

 وتنطلق مصادر مطلعة من هذه الاستنتاجات التي خلفها العهد العوني للقول بأن المواصفات الضرورية التي يجب أن يحفل بها فخامة الرئيس العتيد هي ثلاثة : اعتدال وثقة واصلاح.

الميزة الاولى عن الاعتدال، معناها ان يكون لديه حضور وطني قادر على جذب كل الطوائف إلى نقطة الوسط .

الميزة الثانية ، اي الثقة معناها ان يرسل مجيئه للشعب رسالة ثقة بالمرحلة الجديدة وبولايته.. 

الميزة الثالثة ، اي الإصلاح معناها ان يكون هناك ثقة داخلية وخارجية بجدية سعيه لتحقيق الإصلاحات المطلوبة داخليا ودوليا .

حاليا يشاع في كواليس الاعلام والسياسة مجموعة أسماء مطروحة لتولي رئاسة الجمهورية، أبرزها سليمان فرنجية والعماد جوزيف عون والوزير السابق زياد بارود ، وبعض الشخصيات الأخرى التي هي من خارج نادي المرشحين التقليديين لرئاسة الجمهورية. 

ويبقى السؤال هو من يحصل على العلامة الأعلى بين هؤلاء المرشحين على المواد الثلاث: الاعتدال القادر على الجمع؛ والثقة القادرة على منح الأمل بعودة الدولة ومعالجة أزمات الاقتصاد، والإصلاح الذي يجب أن يصبح هو مشروع فخامة الرئيس وليس المناكفات الداخلية .

Exit mobile version