-خاص الهديل –
بين يومي ١٣ و١٦ الشهر الجاري يصل الرئيس الأميركي جان بايدن إلى المنطقة في زيارة للسعودية وإسرائيل والضفة الغربية .
يريد بايدن ان تكون زيارته ناجحة ، وأن يحصل في كل دولة يزورها على صورة لنجاحه فيها؛ ففي إسرائيل يريد أن يحصل على إنجاز بخصوص تعاون تل أبيب بالتحقيق في مقتل الصحفية الشهيدة شيرين ابو عقلة؛ خاصة وأن هذا الموضوع أيار حفيظة الرأي العام الاميركي، وخاصة داخل بيئات الحزب الديموقراطي الأكثر حساسية تجاه مواضيع حقوق الإنسان وحرية الصحافة، الخ..
أما في السعودية، فإن بايدن يريد أن يحصل على إنجاز أساسي وهو رفع منسوب انتاج النفط وخفض اسعاره، وهذا هدف له صلة بموقف واشنطن الاستراتيجي من حرب اوكرانيا، وله صلة بمكافحة ارتفاع أسعار النفط في الولايات المتحدة الأميركية..
وفي رام الله يريد بايدن أن يحصل على إنجاز ان يؤكد الرئيس محمود عباس على تعاونه مع لابيد يائير ضد ما يسميه بتطرف حماس.
ويلاحظ ان كل هذه الإنجازات التي يسعى بايدن للحصول عليها، لها علاقة مباشرة بأهم هدفين اثنين لزيارته للمنطقة :
الهدف الأول هو تدعيم موقفه في أوروبا بخصوص حرب اوكرانيا ؛ اي إيجاد بديل للغاز الروسي في أوروبا، واتصالا بذلك جعل النفط والغاز العربي موجود خلال هذه المرحلة داخل استراتيجية واشنطن ذات الصلة بحرب اوكرانيا وحصار روسيا ومن ثم حصار الصين.
والهدف الثاني، هو الحصول على صورة إنجازات له خلال زيارته، تفيد حزبه الديموقراطي في الانتخابات النصفية الأميركية.
والى ذلك، فإن فريق بايدن السياسي والأمني منشغل بعدم ترك اي خطأ امني قد يحدث خلال الزيارة؛ فالبيت الابيض يدرك أن رئيسه يزور المنطقة في لحظة فوضى وتوتر ذات منسوب عال، ولذلك فهو لا يستبعد حصول اية مفاجآت من خارج ما هو متوقع.
ضمن هذه المفاجآت إمكانية تعرض الرئيس الأميركي لعملية اغتيال، خاصة خلال زيارته لإسرائيل او للضفة الغربية.
وفي منظومة الأمن الاسرائيلي يستعدون لاحتمال حدوث تصعيد أمني قبل وخلال زيارة بايدن او حتى بعدها .
و داخل منظومة الأمن الإسرائيلية، وفي مجلس الأمن القومي والمستوى السياسي الاسراىيليين، يجري نقاش بحسب ما يسربه الاعلام العبري، عن إمكانية حدوث سيناريو اندلاع توتر من قبل الفلسطينيين خلال زيارة بايدن .
ووفق تقييمات الجهات الاستخباراتية وهيئات أخرى؛ فان البؤرة الرئيسية التي تتجه الأنظار إليها، كمان محتمل ان تنطلق منه هذه الاحتجاجات هي مدينة جنين.
وما يزيد من جدية كل هذه التكهنات هو ان الولايات المتحدة الأميركية، طلبت أيضًا من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ان تعمل بشكل أكبر في المنطقة لقمع الخلايا المسلحة التي قد حاول تنفيذ اية عمليات أمنية خلال وجود بايدن في فلسطين المحتلة.
أن احتمالات حدوث توتر ان استهداف امني في الدول التي سيزورها بايدن وذلك خلال وجوده فيها، يجعل من هذه الزيارة “مساحة لوضع اليد على القلب” والترقب الحذر والقلق، وذلك باتجاهين غير محسومي النتائج ويحملان في طياتهما امكانية حصول مفاجآت:
الاتجاه الأول هو عدم معرفة ما اذا كان المنتجون العرب للنفط سيستجيبون لطلب بايدن برفع انتاجهم وخفض أسعارهم. وما هي انعكاسات استجابتهم او عدمها على مجمل الوضع في المنطقة.
الاتجاه الثاني هو الخشية من أن تحصل خلال زيارة بايدن مفاجآت أمنية، تغير كل المسار السياسي والاقتصادي المرسوم للزيارة، وتنقل المنطقة والعالم من مرحلة إلى مرحلة ..
وكل هذه المعطيات الواردة أعلاه تجعل المراقبين يصفون زيارة بايدن للمنطقة بأنها ” الزيارة الأخطر ” ..