الهديل

الراعي لن يسكت.. ولن يرضخ للضّغوط!

كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”: 

“نرفض مع شعبنا التلاعب باستحقاق رئاسة الجمهورية. نتمسك بضرورة احترام هذا الاستحقاق في وقته الدستوري، وانتخاب رئيس متمرس سياسيا وصاحب خبرة، محترم وشجاع ومتجرد، رجل دولة حيادي في نزاهته وملتزم في وطنيته. ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، ولا يشكل تحديا لأحد، ويكون قادرا على ممارسة دور المرجعية الوطنية والدستورية والأخلاقية، وعلى جمع المتنازعين الشروع في وضع البلاد على طريق الإنقاذ الحقيقي والتغيير الإيجابي. وتقتضي ظروف البلاد أن يتم انتخاب هذا الرئيس في بداية المهلة الدستورية لا في نهايتها ليطمئن الشعب وتستكين النفوس وتنتعش الآمال”. بهذه العبارات حدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المواصفات الواجب توفرها في شخصية الرئيس العتيد قبل نحو 50 يوما من بدء المهلة الدستورية للانتخاب في الاول من ايلول المقبل.

مواصفات اعتبرها البعض “مثالية جدا” قد لا تتوفر بأي شخصية سياسية لبنانية، والبعض الآخر رأى فيها الخلاص، ودخول للراعي بشكل مباشر على خط الاستحقاق خشية من تكرار تجارب الفراغ وقطع الطريق امام تجارب التمديد.

في هذا الاطار، يشرح النائب البطريركي العام المطران سليم مظلوم، في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” ان ما يشدد عليه البطريرك هو احترام المواعيد الدستورية وتنفيذ الاستحقاقات والسياسات اللازمة التي توصل اليها، وهو ايضا يشدد على المواصفات التي يجب ان تتوفر في الرئيس العتيد انطلاقا من التجارب السابقة وما يمكن ان ينتظر لبنان وما نتوقعه للمرحلة المقبلة.

ويقول: نحتاج الى رئيس يستطيع ان ينتشل البلد مما وصلنا اليه ويعيد هذا الشعب الى حالة طبيعية… والا لم يعد هناك شيء يمكن ان يبنى عليه في هذا البلد. ويضيف: لا يجوز ان يفكر احد بانه بامكاننا ان نؤجل الانتخابات الرئاسية، محذرا من تكرار الفراغ لمدة سنتين او اكثر على غرار ما حصل سابقا، فالبلد لا يستطيع ان يحتمل المزيد، كذلك الشعب والاقتصاد.

وهنا يرى المظلوم ان واجب الراعي ان يحذر من التقاعس، آملا ان يكون لدى من هم في السلطة حثّ المسؤولية، قائلا: مفاد رسالة الراعي انه لا يمكن ان يستمر اللعب في البلد كما هو حاصل اليوم.

وسئل: هل يفهم من كلام الراعي ان المواصفات التي حددها لا تنتطبق على احد من المرشحين التقليديين؟ يجيب المطران مظلوم: البطريرك لا يدخل في اسماء المرشحين ولن يسمي احدا، بل هو يعبر عن كل لبناني يعيش هذه الازمة منذ نحو 3 سنوات، فالجميع اكتوى من نار الازمات.

وفي هذا السياق، يتابع النائب البطريركي العام: لكن في المقابل “من جرّب المجرّب كان عقله مخربا”، فالذين حكموا البلد منذ اكثر من 35 عاما واوصولنا الى هنا، وبالتالي انتخابهم نفسهم او انتخاب شخصيات من الطينة ذاتها يؤسس الى استكمال المسار الذي نعاني منه. لذا يشدد البطريرك على مواصفات الرئيس، وهي الحد الادنى المطلوب من اي مسؤول يريد للبلد ان يعيش. ويحذر: النزول عن الحد الادنى الذي حدده البطريرك يؤدي الى الخراب النهائي للبلد.

وسئل: هل هناك تحرك ما سيقوم به البطريرك؟ يذكر المطران مظلوم ان الراعي قال سابقا انه سيحدد تحركات مسبقة للاستحقاق الرئاسي، ما يعني انه لن يسكت وهو ضميريا سيقوم بواجباته كمواطن وكمسؤول، كما ان تاريخ البطريركية المارونية يضع على اكتاف الراعي مسؤولية كبيرة تجاه الوطن، ولا يجوز ان يعتقد احد ان البطريرك يرفع السقف راهنا وقد يرضخ لاي ضغط لاحقا. ويشدد على ان الراعي ينطق باسم الشعب اللبناني الذي لا يستطيع ان يحتمل المزيد من التدهور، ويحتاج الى حلّ جذري وليس لسنة او سنتين بل حل يؤدي الى بناء الدولة.

ويقول: بالتالي يجب ان يقتنع المسؤولون بان الدولة اللبنانية التي اوصلونا اليها لا تستطيع ان تكمل بل هناك مواصفات ضرورية اساسية جوهرية للدولة يجب ان نتمسك بها وينسى المسؤولون مصالحهم الخاصة او مصالح الدول التي يرتبطون بها.

ويختم المطران مظلوم: إذا كان من هم في السلطة اليوم لا يستطيعون تغيير سلوكهم عليهم ان يحيدوا جانبا، ويفسحوا المجال امام آخرين لادارة الامور.

Exit mobile version