-خاص الهديل –
لا يمكن التوقع على نحو يقيني ماذا ستحمل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، من نتائج.
.. ولعل هذه اول زيارة لرئيس أميركي للمنطقة يشوبها الغموض بخصوص إلى ماذا ستؤدي من نتاىج ، من ناحية، وبخصوص ما اذا كانت ستكون مفيدة لحلفاء واشنطن في المنطقة، ام انها ستسبب لهم إحراجا استراتيجيا على مستوى الاحتفاظ بتوازن في علاقاتهم بين الشرق والغرب ، من ناحية ثانية .
ولم يعد خافيا انه يوجد لدى معظم دول المنطقة، وبخاصة العربية منها، شعور كبير – او ربما قناعة – بأن أميركا التي كان يمكن الاعتماد عليها سابقا، تغيرت، ولم تعد موجودة الان .
وهذا الشعور أو هذه القناعة لدى هذه الدول العربية، خلق عندها خلال العقد الاخير نوعا مما يمكن تسميته ب” الحيرة الاستراتيجية” التي قوامها ان هذه الدول صارت تجد ان هناك حاجة لمراجعة التوجهات الاستراتيجية الخاصة بها على المستوى الدولي، وأنه بات عليها ابتداع سياسات تعوضها النقص الاستراتيجي الاميركي في المتطقة.
.. ومع نشوب الحرب في اوكرانيا تحولت هذه ” الحيرة الاستراتيجية ” الى ” إحراج استراتيجي ” بفعل ان الحرب الأوكرانية الراهنة واكبها ولا يزال يواكبها حملة ضغوط قوية من بايدن على العرب لجعلهم يسيرون معه ضد بوتين، ومن الاخير لجعل العرب اقله يأخذون جانب الحياد في معركة الجبارين الروسي والأميركي.
واخطر ما يحمله بايدن معه الى المنطقة هو ان زيارته تأتي في توقيت يحمل بثناياه ذروة ” الاحراج الاستراتيجي العربي”، نتيجة الظرف الأوكراني الراهن، حيث ان الاميركي يقول للعرب ” من ليس معي ضد بوتين فهو ضدي” ، وفي ظل أن بوتين يهدد العرب بأنه في حال انهم سايروا واشنطن وأخذوا إجراءات تهدد مصالح امن روسيا العليا، فان موسكو ستعامل العرب بالمثل !!.
و مع وصول بايدن إلى المنطقة، يتوقع ان يدخل العرب بشكل أكبر في لحظة “الحيرة الاستراتيجية” و”الاحراج الاستراتيجي” . والسؤال العربي المقلق هو هل يمكن الوثوق بوعود بايدن التي سيقدمها مقابل تحقيق مطالبه التي تعني دخول العرب في الحرب ضد روسيا في اوكرانيا؟؟.
وهل السير وراء بايدن في حربه الأوكرانية وذلك في ظل ظروفه الراهنة سواء داخل أميركا او خارجها، هي سياسة حكيمة ، ام انها مغامرة ونوع من ممارسة السياسة بأسلوب العاب الحظ؟؟ .
.. وايضا ؛ من يضمن ان بايدن الذي سيتفق معه العرب لن يتحول إلى ” بطة عرجاء ” بعد أشهر حيث يتوقع أن يخسر حزبه في الانتخابات النصفية الأميركية؟؟.
و من يضمن ان الرئيس الجمهوري الذي سيخلف بايدن لن يلغي كل تواقيع سلفه بايدن مع العرب ، كما ألغى ترامب كل تواقيع أوباما مع ايران. ؟؟.
واستطرادا فان سؤال القلق العربي يتضمن حيرة استراتيحية تجاه اشكالية ما اذا كان من الحكمة التخلي عن كل العلاقات العربية الهامة مع الصين وروسيا، لمجرد ان بايدن المشكوك بمستقبله في اميركا، يريد ذلك؟؟.