كتبت إلهام سعيد فريحة:
نجيب ميقاتي غير مرغوب به في المملكة العربية السعودية، حتى إذا أراد الزيارة للحج أو للعمرة…
هذا ما جعل «النجيب IV» يعدّل في مسار الطائرة من المملكة العربية السعودية الى المملكة المتحدة، حيث أمضى اجازة الاضحى مع عائلته…
وهكذا يعود «النجيب» حاملاً إنكساراته وخيباته مرّة جديدة… فما نفع رضى السفارات والابواب العالية إذا كانت مرجعية السنّة السياسية في لبنان، غير راضية وغير مرحبة برئيس حكومة لبنان…
عملياً قد يرد «النجيب IV» بالنفي مبرّراً انه أساساً لم يكن في نيته الذهاب للحج.
ولكن لدينا ألف سبب وسبب لنؤكّد ما نكتبه.
لكنّ السؤال الاكبر:
لماذا تصنّف المملكة «النجيب» في خانة غير الصديق، وأين ذهبت آمال الاتصال الشهير المشترك بين الرئيس ايمانويل ماكرون والامير محمد بن سلمان وميقاتي؟
وهل يُعقل رغم كلّ اوراق الاعتماد التي يقدّمها «النجيب» للمملكة من البيانات الى زيارة السفارة وغيرها، ان لا تبادله المملكة هذا الاحترام؟ ما يجري يطرح سؤالاً أساسياً:
هل تسجّل المملكة الاعتراض مرّة جديدة على «النجيب IV» الذي أتى بأصوات الثنائي الشيعي؟
ام هل توصّل له رسالة بضرورة عدم تمثيل حزب الله في الحكومة المقبلة، ام ترفع البطاقة الحمراء في وجهه امام هذه الحكومة وحكومة العهد الجديد؟
***
ما يجري لا يبشّر بالخير، وإذا كان «النجيب IV» يؤكّد دائماً بأنّ التوقيع مع صندوق النقد الدولي هو بمثابة المفتاح امام وصول المساعدات والهبات والقروض الاجنبية والخليجية تحديداً،
فكم هو مخطئ، وهذا يعني عملياً اننا ذاهبون الى مزيد من الحصار على البلد الذي ينتظر قرشاً من غيمة، كما يُقال فكيف إذا كان بحاجة الى أربعين مليار دولار حتى يبدأ بالنهوض.
والأنكى ان «النجيب IV» المحاصر عربياً محاصر في الداخل، وهو يجد صعوبة في لقاء الرئيس ميشال عون الذي رأى في تشكيلته الحكومية الأخيرة «لعبة سخيفة»، فلم يعطهِ موعداً جديداً عندما طلب… وهكذا نحن في الدوّامة والناس في دوّامة.. ووحده مجلس النواب يحمل في كواليسه مشاريع القوانين الوهمية والمفخّخة التي ارسلها «النجيب IV»، كما هي مطلوبة من صندوق النقد، من دون ان يراعى حداً أدنى من الخصوصية اللبنانية، أو يحترم الحدّ الأدنى من السيادة اللبنانية.
***
لعب وجد ومزح وأكثر…
يذكّرنا ما جرى بالفيلم المصري الذي تختلط فيه الدموع بالضحك، بالجد والمزح…
فيما الناس تئنّ جوعاً وعطشاً وتغرق في العتمة…
ويعزّيها كلام في الصالونات عن انتخابات رئاسية سيكون لكلّ فريق قوة التعطيل فيها، وإن جرت فستكون حُكماً نتيجة توافق كبير قد ترتسم معالمه بعد زيارة بايدن للمنطقة، ومن قال إنّ تلويح سمير جعجع باسم جوزف عون للرئاسة ليس عن عبث؟
الخيارات تضيق، ولكن هل سيتم التوافق؟
وهل من باب الصدفة المناورات المشتركة بين الجيش اللبناني والجيوش الاميركية والبريطانية والاردنية في بحر لبنان تحت عنوان «الاتحاد الحازم»؟