كتب عوني الكعكي:
رحم الله امرأ عرف حدّه فوقف عنده… هذا القول ينطبق كلّياً على الصهر الصغير، العزيز على قلب عمّه… لكن على ما يبدو فإنّ “الخسّة” كبرت كثيراً في رأسه، حيث ظن نفسه قادراً على قول ما يشاء وفعل ما شاء من دون حسيب أو رقيب.
فالبيان الذي أصدره فخامة رئيس الجمهورية ذكّرنا بأنّ فخامته لا يزال يمارس عمله كرئيس للجمهورية اللبنانية، خاصة وأنّ الحديث الذي أدلى به الصهر “الصغير” عبر التلفزيون، أوحى بأنه هو رئيس الجمهورية وهو المسؤول الأول عن الدولة.
لا شك بأنّ الصهر الصغير يعيش عقدة “حياته” بالنسبة لمسألة الطول خاصة وأنّ رئيس الحكومة أنعم الله عليه بكل شيء في طول القامة وفي الاستقامة والقِيَم الصالحة.
صحيح ان عمّه كان يعطل تشكيل الحكومات لمدة سنة كاملة ليحصل له على مقعد وزاري، والأنكى أنّ هذه الحالة تكرّرت حتى أصبحت عرفاً أي لا يمكن لأي حكومة أن تتشكل إلاّ إذا حصل الصهر الصغير والعزيز على قلب عمّه على الوزارة التي يريدها.
على كل حال، وبالرغم من حصوله على أهم الوزارات وبخاصة الوزارات الدسمة أي التي توجد فيها “خميرة”، استطاع الطفل المعجزة أن يحقق أسوأ النتائج، لا بل نتائج كارثية على الصعيد المالي، إذ بلغت خسائر إحدى الوزارات حد الـ65 مليار دولار، طبعاً فإنّ قسماً كبيراً من هذه الخسائر دخل في حسابات خاصة وسرّية وسوف يأتي اليوم الذي تنفضح فيه الأمور، وكما يقولون في المثل الشعبي “لا يوجد بصقة تحت بلاطة إلاّ ويأتي يوم وتنكشف”.
آخر مآثر هذا الصهر الصغير هي تطاوله على موقع رئاسة الحكومة ظناً منه أنه بهذه الطريقة يستطيع أن يصبح زعيماً مسيحيّاً. ويبدو انه تناسى اليوم الذي تطاول فيه على رئيس الحكومة الأسبق الرئيس تمام سلام، فما كان من الرئيس تمام سلام إلا أن قمعه وطلب منه أن يجلس على كرسيه ومنعه من الكلام قائلاً له: “اقعد واسكت”.
يبدو أنّ الصهر الصغير نسي أننا وصلنا الى الأيام القليلة المتبقية من نهاية العهد، عندها لن يكون بمقدوره أن يعطل أي حكومة ولن يبقى له أحد حتى في المجلس النيابي بالرغم من حصوله على بعض النواب، لأنّ هؤلاء النواب عندما ينتهي العهد سينفضون من حوله، وكل نائب يفتش على مصلحته خاصة وأنّ البطل الصغير سيعود الى حجمه الطبيعي أي الى لا شيء.
المصيبة أنّ الصهر الصغير المدلّل يحسب ان الدنيا تدور كلها حوله، لذلك يطلق الاتهامات يميناً وشمالاً. والأنكى انه يتحدث عن التحقيق الجنائي… وليته يعرف ماذا يعني التحقيق الجنائي، هذا أولاً.
ثانياً: كم من الوقت يحتاج هكذا تحقيق لكي نَصِل به الى التقرير الواضح والشفاف.. والأهم من كل هذا عندما يتبيّـن أنّ الادعاءات والاتهامات كلها افتراءات وكلها ظلم.. والأسوأ ان حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، ناهيك بأنه – رجل غني جاء من شركة “ميريل لنش”، وكان يقبض سنوياً راتباً قدره 2.5 مليون دولار غير المكافآت، وعنده في حسابه الخاص 30 مليون دولار – استطاع رغم كل الظروف بدءاً بحرب قانا الى حرب “لو كنت أعلم” ورغم تعطيل انتخاب رئيس جمهورية في المرة الاولى سنة ونصف السنة وفي الثانية لمدة سنتين ونصف السنة، ولا ننسى ان كل حكومة تحتاج الى سنة تعطيل لتتشكل حسب مزاج ورغبات الصهر الصغير، كل هذه المصائب التي لا يمكن أن يتحملها أي اقتصاد دولة في العالم، وبالرغم من كل هذه المصائب -لا تنسوا الكهرباء- حيث رفض معالي الصهر العرض الكويتي وعرض “سيمنس”… والأهم لم يوافق على الانتقال من الفيول الى الغاز مكبّداً الخزينة 65 مليار دولار… كل هذا وسعر صرف الدولار ثابت على 1507 ل.ل. ويمكن أن نقول إنه بفضل حكمة وإدارة الحاكم، عاش اللبناني ملكاً وعاش الموظفون على جميع الأصعدة ملوكاً. لكن الصهر العزيز ومن أجل القضاء على القطاع المصرفي نفّذ مخططاً خبيثاً وخطيراً إذ دخل في لعبة القضاء على القطاع المصرفي حسب فضائح سندات اليورو بوند التي امتنعت الدولة بقيادة رئيس حكومة غبي على دفع السندات، ودخل بلعبة شراء سندات اليورو بوند ثم التأمين عليها لينتظر تمنّع الدولة عن سداد فيهبط سعر السند من 10-20٪ من ثمنه فيقبض من شركات التأمين الفرق الذي وصل الى مليارات الدولارات. على كل حال هناك متابعة لهذا الموضوع سوف نكشف فيها كل المتلاعبين بالسندات واليورو بوند.
نصيحة أخيرة نقولها للعهد وللصهر الصغير: اتركوا شيئاً ولو صغيراً لآخرتكم.