الهديل

خاص الهديل – حرب أيلول المفترضة : هل تقع ومن يريدها؟

-خاص الهديل – 

ماذا لو فعلاً وقعت حرب في شهر أيلول، وذلك بنفس الطريقة التي وقعت فيها حرب صيف العام ٢٠٠٦ ؟ اي أن تبدأ أحداثها بإطلاق حزب الله مسيرات او صواريخ ضد السفينة اليونانية الموجودة في منطقة كاريش ، فتعلن إسرائيل انها ستستمر بالحرب حتى يعلن الحزب توقفه عن قصف سفينة كاريش ، تماما كما أعلنت إسرائيل عام ٢٠٠٦ الحرب تحت عنوان انها مستمرة بالعمليات العسكرية حتى يعيد حزب الله جنودها الذين اسرهم وكانت سبب لبدء إسرائيل الحرب.   

هذا السيناريو لبدء حرب ايلول ٢٠٢٢ المتوقعة بحسب ما يمكن استخلاصه من خطاب نصر الله الاخير، هو تقريبا نسخة يمكن أن تتكرر عن السيناريو الذي حصل في حرب تموز ٢٠٠٦ : حينها الحزب اسر جنود إسرائيليين، ردت إسرائيل وأعلنت أنها لن تتوقف عن ردها العسكري حتى يطلق الحزب الجنود، فرد الأخير بأنه لن يطلقهم ، الا من خلال عملية تبادل اسرى ، ودارت حرب الأيام الطويلة. 

وبعد حرب ٢٠٠٦ ، تبين لاحقا أن تل أبيب لم تكن حينها تريد تلك الحرب، بل ان واشنطن هي التي دفعتها إليها. 

.. وتبين لاحقا ، أيضا ، كما قال نصر الله، ان حزب الله لم يكن حينها يريد الحرب، بل انزلق إليها ( عبارة نصر الله : لو كنا نعلم) . 

ولكن اليوم، ليس معروفا من يريد الحرب في أيلول: هل هو حزب الله الذي لديه أزمة داخل لبنان؛ ام الدولة الايرانية التي لديها تحديات داخلية كبيرة داخل ايران ؛ ام لابيد يائير الذي لديه ازمة حادة داخل إسرائيل؛ ام بايدن الذي لديه ازمة شعبية كبيرة داخل أميركا ؟

.. كل أطراف هذه الحرب المفترضة في أيلول تعاني من ازمات خاصة بها داخل بلدانها، وهي أزمات تتفاعل بشكل سلبي متصاعد داخل بيئاتها الخاصة والعامة؛ وعليه تصبح فكرة ان يقوم اي طرف من هذه الدول بتصدير ازمته الداخلية للخارج من خلال شن حرب ، هي فكرة ممكنة التحقق واحتمال وارد حدوثه .. ولكن حتى تكون هذه الحرب فرصة لهذه الأطراف للهروب بواسطتها من أزماتها الداخلية، يجب أن تكون “حربا محسوبة”، و”محددة التوقيت والبداية والنهاية”. وهنا يبدو الأمر صعبا؛ ذلك ان اي طرف يستطيع أن يبدأ الحرب، ولكنه لا يستطيع أن ينهي الحرب.

.. حتى شهر أيلول، فإن المنطقة هي في حالة انتظار بدء موسم حروب باردة او ساخنة ، مرشحة لان تجري قبيل بدء موسم شتاء اوروبا، حيث العالم مع بدء البرد في القارة العجوز سيواجه امتحانا صعبا بخصوص ما اذا كان يستطيع تعويض اوروبا بمصادر غاز غير روسية ؟؟.. 

وخلال هذا الشتاء الاوروبي وامتحان العالم الغربي لقدرته على تدفئة اوروبا ، سوف يكون العالم امام جلاء حقائق سياسية جديدة ومتغيرة ؛ مثلا سوف يعرف العالم بدقة خلال الشتاء القادم ما هو موقع بايدن داخل الولايات المتحدة الأميركية؛ هل سيصبح رئيسا ضعيفا نتيجة خسارة حزبه انتخابات الكونغرس النصفية، ام انه سيحتفظ بقوة تعينه على حكم النصف الثاني من ولايته؟؟.

.. وخلال الشتاء القادم ستعرف المنطقة مع اية إسرائيل تتعامل : اسراىيل – يائير العائد رئيسا للحكومة، ام بنيامين نتنياهو العائد إلى الحكم في إسرائيل، مصحوبا بعد انتخابات اميركا النصفية، باحتمال بدء مسار عودة حليفه رونالد ترامب إلى البيت الابيض؟؟. 

.. وخلال الشتاء القادم سيعرف العالم مع اي معادلة في لبنان سيتعامل: مع ” معادلة انقلاب عون” بدعم من حلفائه، ام مع معادلة مجيئ رئيس جديد للبنان ” يدير ازمة” ام “يحل ازمة” ؟؟.

والسؤال الأساس ضمن كل هذه التوقعات الذاهب العالم والمنطقة اليها بعد شهرين وخلال شتاء ٢٠٢٣ ، هو : هل فعلا تقع الحرب في أيلول لتسبق كل هذه الاستحقاقات؟؟ او لتمهد إلى كل هذه الاستحقاقات ؟؟

Exit mobile version