كتب عوني الكعكي:
الحديث التلفزيوني الذي أجراه السيّد حسن نصرالله منذ يومين استوقفني فيه ما أطلقه السيّد من تهديد لأميركا!!!
من حيث المبدأ لا يوجد لبناني لا يتمنى أن يكون هذا الكلام قابلاً للتحقق خاصة وأن الكثير من الشعارات ترفع ضد أميركا… ولكن النتيجة هي ان مطلقي الشعارات يبقى كلامهم كلاماً بكلام. فمن شعار الموت لأميركا، الى شعار الشيطان الأكبر، الى شعار الشيطان الأصغر نتساءل: ماذا تحقق من هذه الشعارات؟ الجواب: لا شيء بالتأكيد.
من ناحية ثانية، يقول السيّد: إنّ المقاومة أسقطت المشروع الاميركي… طبعاً نتمنى أن يكون هذا الكلام دقيقاً. ولكن في الحقيقة أنّ ما جرى في لبنان عام 2006 هو ان الحزب العظيم هو الذي خطف الجنديين الاسرائيليين وليست أميركا… وأنّ إسرائيل ردّت على العملية بعمليات عسكرية حيث دمرت البنية التحتية في لبنان من جسور وطرقات وتعطيل محطات الكهرباء… ولو بقيت يومين زيادة لتغيّر الموقف، فكما علمنا ان مسؤولين من الحزب العظيم ذهبوا الى رئيس الحكومة وتوسّلوا إليه أن يتدخل ويطلب وقف إطلاق النار لأنهم كانوا على طريق الاستسلام.
على كل حال، إنّ عملية «لو كنت أعلم» كلفت 15 مليار دولار طبعاً كديون على الشعب اللبناني إضافة الى مقتل وجرح 5000 لبناني من الشعب ومن الجيش ومن الحزب.
السؤال الكبير: هل عملية الخطف هذه كانت مؤامرة أميركية؟ وهل يعتبر السيّد ان ما جرى في عملية «لو كنت أعلم» هو إسقاط للمؤامرة الاميركية؟
من ناحية ثانية، لو نظرنا الى دول ما يسمّى بمحور المقاومة والممانعة، هذه الدول ادعت انها أسقطت المؤامرة الاميركية.
كلام السيّد صحيح.. ودقيق مئة في المئة؟!! انظروا كيف كانت إيران قبل ثورة الخميني وكيف أصبحت بعد ثورته، وهنا أريد أن أتحدّث فقط عن العملة حيث كان الدولار يساوي 5 تومان، اما اليوم فقد وصل الى 340 ألفاً فهل هذا إنجاز؟
ثانياً: هل يعلم السيّد ان هناك 50 مليون إيراني هم تحت خط الفقر تساعدهم الدولة بـ20 يورو شهرياً لكل فرد بغية إطعامهم… فهل هكذا كان الأمر أيام الشاه؟
ولنتحدث عن سوريا…
الرئيس حافظ الأسد رحمة الله عليه توفي عام 2000 في 10 حزيران ولم يكن على سوريا أية ديون حتى ولو بمقدار دولار واحد، أما اليوم فإنّ سوريا تحتاج الى 1000 مليار دولار اميركي لتعود كما كانت. والسؤال هو: أين سوريا اليوم؟
أولاً: سوريا اليوم هي سوريا المقسّمة: منطقة في الشمال ومنطقة النفط التي تحتلها أميركا…
ثانياً: منطقة سوريا وروسيا: أي طرطوس التي أصبح المرفأ فيها روسياً مع قاعدة حميميم التي اصبحت قاعدة طيران روسي ايضاً واللاذقية ومعظم الساحل السوري…
ملاحظة: لولا التدخل الروسي لكان النظام السوري اليوم في خبر كان.
ثالثاً: منطقة نفوذ سوريا – ايران، أي المناطق التي تحتلها وتسيطر عليها قوات النظام الايراني ومعها قوات الحرس الثوري.
رابعاً: منطقة سوريا – الحزب العظيم التي تسيطر على الحدود مع لبنان.
وطبعاً لا تنسوا منطقة السيدة زينب وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها الحزب العظيم.
خامساً: ماذا تبقى من سوريا؟
دمشق، مع قسم من حمص وقسم من حلب، وهذه تابعة للنظام بالاشتراك مع ايران.
ولنعد الى لبنان:
صحيح ان المقاومة ساعدت في تحقيق انتصار تاريخي على اسرائيل وذلك لأول مرة في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي منذ عام 1948، اي يوم اغتصاب اليهود لفلسطين… والمقاومة مشكورة لما بذلته من دم غالٍ ولكن:
كان ذلك عام 2000 يوم تحرّرت الارض وأعلنت إسرائيل انسحابها من لبنان… طبعاً مع إبقاء «مسمار جحا» الذي هو تلال كفرشوبا ومزارع شبعا.. ولكن بالنسبة للبنان فإنّ المقاومة لا تزال تتمسّك بـ»مسمار جحا» كي تُبْقي الدولة تحت رحمتها.
وفي حديثه أخيراً، ومنذ يومين، ردّد السيّد مقولة: ما بعد حيفا، وما بعد بعد حيفا بمصطلح جديد: ما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش: فنحن نملك 100 ألف مقاتل ونملك أيضاً 100 ألف صاروخ منها الدقيق ومنها الذكي.
عندي سؤال للسيّد: ماذا عن الاسلحة التي تملكها إسرائيل من طائرات ودبابات وصواريخ وغواصات وطرادات عسكرية وغيرها من ترسانة الاسلحة التي تزوّدها بها اميركا والتي تقدّر بمئات المليارات؟!