في لقاء مع ” الجزيرة” : عبد الله بن حمد العطية يزيح الستارة عن قصة نجاح من أجل وطنه..
تشكل مسيرة عبد الله بن حمد العطية رئيس مؤسسة عبدالله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة، نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الطاقة والصناعة الأسبق، ايقونة تضحية وكفاءة ونجاح وذلك في مجالات مختلفة من ميادين العمل بالشأن العام والاقتصاد والسياسة .
برنامج “الجانب الآخر”، على قناة الجزيرة ، افسحت الوقت لإجراء مقابلة مع عبد الله العطية ليتحدث خلالها عن مسيرته الطويلة ودوره في القفزة الاقتصادية التي حققتها قطر.
عبد الله العطية صنع لحياته عناوين نجاح لوطنه، وصنع لنموذجه ايقونة تستظل الإنجازات تحت ظلها الوافر . ان النجاح يرافقه كما يرافق الظل القامات الطويلة، وحينما يتحدث العطية عن نفسه، فهو لا يتحدث بصوت الانا ، بل باسم ضمير الشعب المتصل والمؤمن بالعطاء الوطني.
فتح العطية قلبه وتحدث في كل الملفات، وعرج على مراحل حياته الطويلة بدءا من طفولته وصولا إلى الفترة التي تولى فيها مناصب وزارية وما تخللها من مهام ومشاريع وإنجازات ساهمت في تحقيق ما وصفها بمعجزة قطر الاقتصادية.
ففي مرحلة الطفولة يكشف العطية أنه تحمل مسؤولية أسرة وهو في سن الـ12 بعد وفاة والده، وتولت والدته وجدته من طرف أبيه تعليمه هو وإخوته السبعة (4 أولاد و3 بنات) حتى تخرجوا جميعهم في الجامعات.
وبعد أن انتقل عام 1970 إلى الولايات المتحدة الأميركية من أجل الدراسة عاد إلى قطر عام 1972 بقصد الزيارة، لكن صديقه “الأمير الوالد” الشيخ حمد بن خليفة رفض السماح له بالعودة، وأصر عليه بالبقاء في قطر لمساعدته في خدمتها وتنميتها.
الأب الروحي للسد
وحقق العطية إنجازات متتالية في مراحل عمره، منها تأسيس نادي السد القطري عام 1969، ولم يكن في ذلك الوقت قد تجاوز الـ17 عاما من عمره، ويوصف بأنه الأب الروحي للنادي الذي تبلورت فكرة تأسيسه في مطعم هندي صغير يقول العطية إنه كان يجتمع فيه مع رفاقه لشرب الشاي.
ويؤكد العطية أن الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كان له دور كبير جدا في تأسيس نادي السد، إلى جانب مجموعة أخرى من الشخصيات القطرية، منها عبد الله بن محمد العطية ومحمد بن خليفة العطية محمد المبارك العلي وناصر بن مبارك العلي وغيرهم، ويكشف أن النادي كان يتلقى 1500 ريال قطري فقط سنويا من اللجنة الرياضية العليا، وأن اللاعبين كانوا يدفعون اشتراكات، ورغم ذلك كبر النادي وحقق بطولات، وكان أول نادٍ عربي وخليجي يفوز بلقب كأس آسيا.
وتوالت إنجازات وزير الطاقة والصناعة القطري الأسبق بعد توليه منصب وزير الطاقة والصناعة عام 1992، إذ تمكن من تجاوز الصعاب والتحديات التي واجهته في تلك الفترة.
ويؤكد أن تعيينه وزيرا للطاقة والصناعة كان في عز أزمة اقتصادية مرت بها قطر، إذ انهارت أسعار النفط عام 1992 إلى أقل من 10 دولارات، وانخفض الإنتاج القطري بشكل كبير جدا من 600 ألف برميل إلى 400 ألف أو 350 ألف برميل في اليوم.
وعن تلك الفترة الصعبة يروي أن الأمير الوالد كلفه بعمل ما يراه مناسبا لمواصلة وتطوير العمل في الطاقة، وألا يرجع إلى الدولة لطلب الدعم للمشاريع لأنه لم تكن هناك أموال.
ويضيف الوزير القطري الأسبق أنهم استطاعوا تجاوز تلك المرحلة، ونفذوا مشاريع ضخمة جدا حققت المعجزة القطرية، ومن ضمنها كان مشروع تحويل الغاز إلى سائل وتصديره إلى اليابان، وقال إن قطر التزمت بالعقد الموقع مع اليابان واستمر 25 عاما.
غاز للإمارات خلال مقاطعة قطر
ولم تقتصر الإستراتيجية القطرية على تصدير الغاز للأسواق العالمية، بل حرصت على بناء شراكة مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها تزويد أبو ظبي بالغاز، وهو المشروع الذي استمر حتى اليوم، مضيفا أنه حتى خلال الفترة التي قاطعت فيها دول خليجية وعربية قطر كانت الإمارات تشتري الغاز القطري، وهو ما يتناقض مع اتهام هذه الدول قطر بتمويل الإرهاب.
كما تحدث العطية عن مشروع إمداد الكويت بالغاز الطبيعي القطري، وكشف أن أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح زار السعودية عدة مرات لإقناعها بالمشروع، لكنها رفضت، موضحا أنه لا يعلم سبب رفض السعوديين، وأن قطر باعت الكمية التي كانت مخصصة للكويت.
من جهة أخرى، تحدث العطية بألم وصبر أيضا عن مرض جفاف الرئتين الذي أصابه عام 2018، وكيف ساءت حالته بشدة وهو في طريقه إلى العاصمة الفرنسية باريس، ودخل تقريبا في مرحلة غيبوبة وهو على متن الطائرة، وبعد الفحوصات التي أجريت له في المستشفى أخبره البروفيسور الذي كان يشرف على علاجه أن رئتيه توقفتا عن العمل تماما، وأنه من الضروري جدا إجراء العملية الجراحية.
ووصف الوزير القطري الأسبق حالته حينها بأنه كان بمثابة الحي الميت.
ونقل العطية إلى العاصمة البريطانية لندن، وتقرر إجراء العملية الجراحية بعد جلب الرئتين من الدوحة، ويؤكد أنه في تلك المرحلة يؤكد لم يكن خائفا لإيمانه بأن الموت حق، ولكنه لم يتمالك دموعه عندما تحدث عن الرسالة التي وجهها عن طريق إنستغرام إلى أمير قطر الشيخ تميم وللأمير الوالد وللشعب القطري والمقيمين جاء فيها “أن العملية تقررت، وأنا ذاهب الآن لإجرائها”.
وبكثير من الامتنان يتحدث العطية عن التعاطف الذي لقيه من الجميع، وعلى رأسهم الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والذي قال إنه كان على صداقة به منذ طفولته، وإنه شجعه كثيرا على اتخاذ قرار إجراء العملية الجراحية، كما زاره بعد نجاح العملية وكذلك أمير قطر الشيخ تميم.
وكشف أيضا أن المسؤول الفلسطيني الراحل صائب عريقات كان قد تواصل معه قبل العملية من أجل التخفيف عنه وإخباره عن تجربته مع هذه العملية التي أجراها قبل عام كامل.
جوانب أخرى
ويعود الضيف القطري إلى الأزمة الخليجية وإلى موقفه الذي أثار حينها الجدل، إذ صرح بأنه على استعداد لتخصيص جائزة لمن يعثر على أمين عام مجلس التعاون الخليجي، لأنه التزم الصمت بشكل رهيب ولم يظهر إلا عند قراءة بيانات لمصلحة بعض الدول رغم أن قطر عضوة في المجلس، ومهمته أن يكون متوازنا مع الجميع، ويقول العطية عن تلك الأزمة إن 3 دول خليجية كانت لا تعلم ما يحدث، و3 أخرى كانت تريد غزو دولة شقيقة.
وتحدث أيضا عن قراره منع تعاون مؤسسة قطر للبترول والشركات التابعة لها مع شركة مقاولات أسسها ابنه حمد المتخرج في الولايات المتحدة الأميركية تخصص هندسة ميكانيكية، ويؤكد أن القرار الذي اتخذه كان بهدف محاربة المحاباة.
ومن الجوانب الخفية التي يكشفها الوزير القطري الأسبق أنه من عشاق المطربة اللبنانية فيروز التي يصف صوتها بالملائكي.
https://www.aljazeera.net/programs/the-other-side/2022/7/15/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B7%D8%B1