الهديل

مذيع في ذمة الله

مذيع في ذمة الله

توفي المذيع السابق في بي بي سي، رشاد رمضان، الذي التحق بالعمل فيها عام 1968 واشتهر بقراءة الأخبار بصوته الجهوري الرخيم وبتقديمه برنامج ندوة المستمعين الشهير

ولد رشاد رمضان بمدينة طنطا في مصر في العام 1948 وحصل على دبلوم في الإخراج السينمائي من أكاديمية الفنون بجينيف بسويسرا قبل أن ينضم إلى البي بي سي مستفيداً من دورة تدريبية في الإخراج الإذاعي بالمقر الرئيس للإذاعة العالمية.

 

عمل رمضان في البداية بالتمثيل في الأعمال الدرامية التي اشتهرت بها بي بي سي في تلك الفترة والتي شارك فيها كبار الفنانين أمثال يوسف وهبي وأمينة رزق وفاتن حمامة وسميحة أيوب وفاخر فاخر ومحمود مرسي وغيرهم من كبار الفنانين. وشارك في أول عمل إذاعي يقوم به مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في تمثيلية “ساحرة” كان قد ألفها المسرحي المصري توفيق الحكيم وشارك في الأداء كذلك كل من أنور شتا ومنير شما وفاروق الدمرداش وسناء السعيد.

وقدمت البي بي سي خلال الفترة نفسها الكثير من الأعمال الدرامية المقتبسة من الأدب العالمي والأدب الإنجليزي مثل مسرحيات شكسبير التي أبدع فيها الراحل فاروق الدمرداش ورواية “عمدة بلدية كاستبرديج” ومسلسل “العودة من الضباب” الذي شارك رشاد رمضان في تمثيله برفقة ميشيل البقيلي، سامية الأطرش، سلوى الجراح، جورج مصري، عزيزة عيد وممدوح عاشور.

وقدم رشاد رمضان بالاشتراك مع زميلته المذيعة ندى المهتدي أيضاً البرنامج اليومي “صباح الخير من لندن” كما قدم كذلك برنامج “رأي المستمع”.

لكن البرنامج الأبرز الذي اشتهر به رشاد رمضان كان برنامج “ندوة المستمعين” الذي بدأ في عام 1982 وظل يقدمه حتى آخر حلقة منه، وهو برنامج يقوم على التواصل مع مستمعي الإذاعة والرد على رسائلهم. وحظي البرنامج بنسبة استماع ومتابعة عالية من الجمهور العربي.

وتوقف برنامج “ندوة المستمعين” عندما قامت بي بي سي بإلغاء جميع البرامج الترفيهية إبان حرب الخليج الأولى وما تلاها من أحداث لتركز على البرامج الإخبارية وزادت من فترة إرسالها لتبلغ 24 ساعة بدل 16 ساعة حتى تتمكن من المواكبة المستمرة لتطور الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط.

وأجرى رمضان مجموعة مقابلات متميزة للبي بي سي مع كبار الفنانين أمثال ليلى مراد وعبد الحليم حافظ وبليغ حمدي وفريد الأطرش. كما سجل حوارا نادرا مع الموسيقار محمد عبد الوهاب مدته ساعتان أذاعته بي بي سي في أربع حلقات استعرضت أبرز المحطات الإبداعية في مشوار حياته الفنية.

وأجمع زملاء المرحوم رشاد في بي سي وكل من عاصره وعرفه على دماثة خلقه وسعة صدره ومسارعته إلى مد يد العون لكل محتاج ووقوفه إلى جانب الزملاء الجدد وتشجيعهم إلى درجة أنه استحق لقب “حبيب الكل”جدارة. ووصفه بعضهم بأنه كان مدرسة في مجال الإذاعة والإعلام نهل منها الجميع ممن زاملوه أو تتلمذوا على يده.

Exit mobile version