الهديل

خاص الهديل – زيارة بايدن : المنطقة بين مطلب النفط لأوروبا و ترحيل حل الدولتين للفلسطينيين!!

-خاص الهديل – 

لا يوجد للرئيس الاميركي جو بايدن سياسة أميركية تجاه القضية الفلسطينية ؛ فهو لديه أفكار حول كيف يمكن أن تكون إسرائيل أكثر امانا في المنطقة ؛ وبتعبير اخر ماذا يجب على العرب أن يفعلوا حتى تصبح إسرائيل قابلة للعيش بشكل طبيعي في المنطقة. 

ربما كان رونالد ترامب الذي دعا لتصفية القضية الفلسطينية، أوضح من بايدن بخصوص ماذا يريد فلسطينيا، وماذا يريد من إسرائيل  والعرب بالموضوع الفلسطيني. 

لقد قال بايدن في زيارته للمنطقة، انه مع حل الدولتين، ولكنه قال ان السلام يتحقق من خلال العمل على دمج إسرائيل في المنطقة.

.. و لم يقل بايدن أيهما يسبق الآخر: اندماج إسرائيل في المنطقة ، ام حل الدولتين ؟؟. 

ومن خلال التدقيق بعبارات بايدن هذه، يتضح انه يتحدث عن ” حل الدولتين” بنفس الطريقة التي يتحدث فيها عن الدولة الافلاطونية التي هي حلم أخلاقي، ولكنها ليست حلا قابلا للتحقق، وليست خيارا عمليا؛ بينما يتحدث عن اندماج إسرائيل في المنطقة من دون أن تقدم إسرائيل ثمن هذا الاندماج ، على انه طريق عملي وسهل لتحقيق السلام للفلسطينيين لاحقا !! . 

ان بايدن سواء كان عن قصد، أو عن عدم تنبه العرب لما يفعله ، إنما يقوم بعمل خطر ، قوامه انه يطور مفهوم مناحم بيغن الذي رفض مبدأ اسحق رابين عن ” السلام مقابل الارض” ؛ فطرح ” السلام مقابل السلام ” ؛ واليوم بايدن يذهب الى يمين بيغن وحتى يمين ترامب ، فيطرح شعار : ” اندماج إسرائيل في المنطقة مقابل السلام للفلسطينيين ولكل المنطقة” !!. 

ان كل الفكرة الخاصة بأزمة الشرق الأوسط ، سواء قبل بايدن وقبل ترامب ، كانت تقوم على دور الوسيط الاميركي القادر على ان يعطي لإسرائيل السلم من العرب، بمقابل ان يعطي الاسرائيلي الأرض للعرب وللفلسطينيين.

.. ولكن هذه النظرية تأكلت من قبل الجمهوريين الأميركيين على ايام ترامب؛ واليوم تتأكل أكثر من قبل الديموقراطيين الاميركيبن.. فكلا الحزبين يطرحان حاليا مشروع اندماج إسرائيل في المنطقة بوصفه هو الحل لكل مكونات منطقة.. وكأن اصل المشكلة ليست حقوق الفلسطينيين، بل اضطهاد العرب لحق إسرائيل بالعيش في المنطقة .. 

.. والواقع ان المشكلة مع بايدن هي ذات المشكلة دائما مع الديمقراطيين الاميركيبن الذين يطرحون شعارات اخلاقية؛ بينما يذهبون لتنفيذ سياسات تقع في ابعد نقطة عن القيم الأخلاقية التي يقولون بها ليلا نهارا. 

وربما كان احد الاسباب التي ستتسبب بإعلان فشل بايدن القريب سواء داخل أميركا او خارجها، هو انه لا توجد اية صلة ولو بسيطة، بين خطابه الأخلاقي وسياساته العملية.

Exit mobile version