الهديل

دراسة صادمة… السياسيون يعيشون عمراً أطول من مواطنيهم!

توصّلت دراسة جديدة إلى أن رجال السياسة في جميع أنحاء العالم يميلون إلى العيش لفترة أطول من عامة الشعب.

وفقاً للدراسة التي أجرتها جامعة أكسفورد ونُشرت في المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة، في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان السياسيون في معظم البلدان التي شملها الاستطلاع يميلون إلى أن يكون لديهم معدلات وفيات مماثلة لعامة السكان. إلا أن طوال القرن العشرين، ازداد الفرق في معدلات الوفيات بشكل كبير في جميع البلدان، وهذا يعني أن “ميزة البقاء” التي يتمتّع بها السياسيون على عامة السكان هي اليوم الأعلى منذ 150 عاماً.
وصل الباحثون إلى نتائج الدراسة نتيجة فحص بيانات أكثر من 57500 سياسي من 11 دولة، بما في ذلك أستراليا والنمسا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا ونيوزيلندا وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
حالياً مثلاً، تتباين فجوات متوسط العمر المتوقّع بين 3 سنوات في سويسرا و7 سنوات في الولايات المتحدة. فإن أي شخص عادي من عموم الشعب في إيطاليا يزيد احتمال وفاته خلال السنة القادمة بـ2.2 ضعف، مقارنة بأي سياسي من الفئة العمرية نفسها، والنوع الاجتماعي أيضاً. وفي نيوزيلندا مثلاً، يصل هذا الرقم إلى 1.2 ضعف.
بدوره، أشار مؤلف البحث والباحث الكبير في مركز أبحاث الاقتصاد الصحي بجامعة أكسفورد لورانس روب إلى أن “النتائج تُبيّن أن ميزة البقاء على قيد الحياة لدى رجال السياسة في يومنا هذا مرتفعة للغاية، مقارنة بما كان في النصف الأول من القرن العشرين”، متابعاً أن “المثير للاهتمام أن فجوات معدلات الوفيات التي نوثقها في المعتاد بدأت في الارتفاع قبل نصف قرن من الزيادات الموثقة توثيقاً جيداً في تفاوت مستويات الدخل منذ ثمانينيات القرن الماضي”.
بحسب الدراسة، كانت هناك معدلات عالية للتدخين في النصف الأول من القرن العشرين حتى بين الطبقة العليا. إلا أن هذه الأرقام بدأت بالانخفاض منذ الخمسينيات و معدّلات التدخين انخفضت بشكل أسرع بين السياسيين منها بين عامة الناس، وهو ما يفسر جزئياً فجوات متوسط العمر المتوقّع التي نمت في العديد من البلدان بعد عام 1950.
قد يكون متوسط العمر له علاقة بصحة القلب. إذ أن السياسيين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من غيرهم، ولكن تم علاج هذه الحالات بسهولة أكبر منذ أن أصبحت الأدوية الخافضة للضغط متاحة على نطاق واسع في الستينيات.
إلا أن العنصر الأوضح من بين جميع العناصر، يتمثّل في الثروة والتفاوت الاقتصادي. فالسياسيون يجنون أموالاً أكثر بكثير من السكان العاديين، وهو ما ينعكس على الصحة وطول العمر. بالمقابل، لا يوافق الباحثون على قوة هذا العنصر نظراً إلى أن انعدام المساواة بدأ في ثمانينيات القرن الماضي، لكن التفاوت في متوسط العمر المتوقّع بدأ في الاتساع قبل عقود من هذا التاريخ.
Exit mobile version