خاص الهديل –
مشهد القاضية غادة عون وهي تجول وتصول داخل أروقة المصرف المركزي ، يقول ان ختام العهد العوني ليس” مسكا” تماما كما كانت بداياته.
واذا كان المثل الشعبي يقول ” يا رايح كتر من الملايح”، فإن هذا يعني أن على فخامة الرئيس القوي ان يحتسب خطواته جيدا وهو يستعد للخروج من باب قصر بعبدا؛ هذا الا اذا كان عون يريد البقاء في قصر بعبدا ؛ ويمهد لذلك عن طريق السيطرة أيضا على المصرف المركزي.
لا يمكن اعتبار خطوة القاضية عون أمس مجرد حدثاً من دون خلفيات خطرة ، وهي خلفيات أبعد من أن القاضية عون تقوم كعادتها بغزوة جديدة – ومن دون إشارة قانونية من الجهة المختصة- ، على حرمات لها حصانة..
.. فما حدث أمس هو رسالة من “عون الرئيس” عبر ” عون القاضية” ، تريد القول أن “فخامة الرئيس القوي” ليس ضعيفاً، بل هو يستعد لتنفيذ إنقلاب ضد خصومه، حتى يفاوض في ربع الساعة الاخيرة على البقاء في بعبدا بعد انتهاء ولايته.
إذا تم السكوت على استباحة المصرف المركزي وحاكمه رياض سلامة، فان هذا سيعني أنه لن يكون ممكنا خلال الأسابيع القليلة المقبلة مقاومة انقلاب عون في بعبدا ، حيث القضاء سيصبح ” لعبة هرج ومرج” بيد “فخامة الرئيس” الساعي للبقاء في القصر الرئاسي، وذلك بعد أن يقوم بإطلاق البيان الانقلابي رقم ١ الذي يقول فيه ” انا املك مفاتيح سجن خصومي” .
ان رياض سلامة لا يمثل في هذه اللحظة فقط شخصه، مع أهمية شخصه، ولا يمثل فقط موقعه مع أهمية موقعه؛ بل يمثل خارطة طريق يريد ” انقلاب بعبدا” ان يمر من خلالها إلى هدفه الذي يأخذ البلد لمرحلة خطرة .
بات واضحا الآن أن تشدد “فخامة الرئيس القوي ” و عدم تسهيل تشكيل الحكومة من جهة، والبحث من جهة ثانية عن إشكال من خلال” اعتقال رياض سلامة” ، هما خطوتان على طريق واحد ، وهو ” انقلاب بعبدا” !!.