كتبت “المركزية”:
حرّكت القاضية غادة عون أمس، عجلاتها مجددا على خط مطاردة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فداهمت قوة من امن الدولة منزله في الرابية، قبل ان تدخل “قاضية العهد”، بنفسها الى “المركزي” وتخرج منه من دون ان تجده.
في الموازاة، ملف النزوح السوري على النار ايضا. ففيما باتت قضيتهم وضرورة عودتهم الى ديارهم، حاضرة في شكل اقوى في خطابات الفريق الرئاسي والمقربين منه، كلها، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، المحسوب على العهد، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا وتم البحث في ملفي النفط والنزوح السوري. كما التقى المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الانسانية نجاة رشدي في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامها في لبنان. وأثار بوحبيب خلال اللقاء مسألة المساعدات التي تقدمها الامم المتحدة وملف النزوح السوري وعدم إمكانية تحمل لبنان هذا العبء، وأكدت رشدي لبوحبيب ان الامم المتحدة والدول المانحة ساعدت حوالي المليون ونصف المليون لبناني. و التقى ايضا سفير الاتحاد الاوروبي لدى لبنان رالف طراف وبحث معه في موضوع النازحين طالبا اجراء حوار جدي للوصول الى خارطة طريق لانهاء هذا الملف.
الى ذلك، فإن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يحتل ايضا اولوية لدى العهد الذي يتابعه من كثب، عبر نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب.
وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن هذه الملفات الثلاثة تتصدر اهتمامات الفريق الرئاسي منذ مدة وستبقى كذلك في الاشهر القليلة المقبلة. فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتطلع الى تحقيق خرق في واحد منها في الفترة الفاصلة عن ٣١ تشرين الأول، تاريخ مغادرته قصر بعبدا، ليكون ترك أثرا ايجابيا في الواقع اللبناني بعد ان وعد بأن يسلّم البلاد الى خَلَفه، وهي افضل مما كانت عليه عندما تسلّمها، واذ بلبنان ينهار ولا يبقى منه شيء.
عليه، يريد العهد تحقيق “إنجاز” ما، إما في اعادة النازحين الى سوريا وإراحة لبنان من عبئهم، او عبر محاكمة حاكم مصرف لبنان، او من خلال التوصل الى اتفاق مع تل ابيب يتيح التنقيب ويُدخل لبنان نادي البلدان النفطية، فيكون عون فعلا، أحرز انجازا سيُسجّل لصالحه مستقبلا.
فهل سينجح؟ حتى الساعة، الطرق التي يسلكها في مقاربة هذه المسائل الثلاث، لا تبدو ستوصله الى أهدافه المرجوة… فهل يبدّل تكتيكاته ام يُبقي عليها؟