الهديل

خاص الهديل – لا حرب في المنطقة طالما الحرب الأوكرانية مشتعلة : الحروب الايرانية والتركية والاسرائيلية الممنوعة (!!) .

خاص الهديل-

قال أول من أمس مرشد الثورة الإسلامية في ايران السيد علي خامنئي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ان اي حرب تركية على سورية ستضر بتركيا وبالمنطقة كثيرا. 

وبنفس الوقت ، تفقد اول من أمس لابيد يائير رئيس حكومة العدو ، ومعه وزير دفاعه غايتس، الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان. وقال غايتس من هناك ان اي تصعيد من قبل حزب الله سيؤدي الى نار تحرق لبنان كثيرا. 

.. وهكذا يبدو أن لعبة الحرب سواء التي مصدرها تركيا باتجاه سورية هي محل تحذير بشأنها من قبل ايران نظرا لنتائجها الوخيمة، أو التي مصدرها حزب الله وإيران ضد إسرائيل هي محل تحذير لنتائجها على لبنان، من قبل إسرائيل. 

الفكرة هنا، هي انه في طهران كما في تل أبيب ، هناك انطباع واحد، ومفاده أن اية دولة او جهة تبدأ الحرب ستضر بنفسها وبمنطقتها. هذا ما قاله خامنئي لاردوغان الذي يهدد بحرب ضد شمال سورية ، وهذا ما قاله غانتس لنصر الله الذي يهدد بحرب ضد كاريش.  

والواقع ان تحذير طهران لتركيا من شن حرب، وايضا تحذير إسرائيل لحزب الله ( حليف ايران ) من شن حرب، يؤشر إلى ثلاثة حقائق تسود المنطقة، رغم عدم الاعتراف العلني بها : 

الحقيقة الاولى هي أن الحروب في المنطقة باتت سيناريو فاشل للجهة التي تفكر بالبدء بها، وايضا بالنسبة لكل المنطقة المحيطة بميدان هذه الحرب.

ثانيا – رغم تهديد إسرائيل ايران بالحرب، ورغم تهديد تركيا لشمال سورية بالحرب، ورغم تهديد نصر الله حقل كاريش بالحرب، إلا أن الحقيقة ليس هناك بين كل هذه الأطراف من يريد الحرب، او من هو مقتنع بأنه يستطيع كسب حرب او حتى انه يتحمل كلفة حرب .. ولو كان الأمر غير ذلك ، فلماذا نسمع ايران ترفع صوتها بلسان حزب الله بلغة الحرب ضد إسرائيل ، بينما تحذر تركيا من اهوال شن حرب في شمال سورية، وايضا لماذا نجد إسرائيل ترفع صوتها بلغة الحرب ضد ايران، وبنفس الوقت تحذر لبنان من مغبة بدء حرب ضدها، من قبل حزب الله.

الأمر الثالث هي حقيقة انه لا روسيا ولا أميركا ولا الصين ستسمح بنشوب حرب إلى جانب حرب اوكرانيا التي هي بمثابة حرب في أوروبا. فالعالم لا يستطيع تحمل حرب اخرى إلى جانب الحرب الأوكرانية في اوروبا التي تحتاج من قبل الدول الكبرى لعناية لحظوية، كي لا تتحول في اية لحظة إلى حرب عالمية، او إلى ازمة جوع كونية ، او إلى الانزلاق لوضع نووي يتم فقدان السيطرة عليه. 

وعليه فان هذه السيمفونية من التهديد بالحرب على هذه الجبهة::، والتحذير منها على جبهة أخرى، يعبر عن امر أساسي اكيد، وهو ان الحرب ممنوعة لان كلفتها عالية جدا، خاصة على من يبدأها، وأيضاً على المنطقة التي ستجري فيها هذه الحرب.

ويعبر أيضا عن أن الحرب ممنوعة في المنطقة، لأنها ان بدأت سرعان ما ستصبح منسية عالميا ، لأنه مهما كبر حجمها وامتدت نيرانها ، فهي لن تكون أخطر من الحرب الأوكرانية الأوروبية التي ستبقى تستحوذ على كل الاهتمام العالمي ..

Exit mobile version