خلال الأزمة التي يمر بها لبنان، تبين أنه لا يمكن النهوض بوطننا بغير التضامن والتكافل بين أبنائه. مبادرات كثيرة ولدت من قلب الأزمة أطلقها مغتربون أو مقيمون، ولكل منها رسالة أراد مَن يقف وراءها أن ينقلها على طريقته الخاصة. فكل من مكانه يسعى إلى تقديم شيء للبنان، علّه يتمكن من رسم ابتسامة أو إحداث تغيير أو تقديم مساعدة. مبادرة الشاب رامي نعّوس اليوم ولدت من تجربته الخاصة مع المرض، ومنها انطلق ليقدّم شيئاً لأبناء وطنه من مرضى السرطان عبر ماراثون من نوع آخر ينوي فيه الركض مسافة 42 كلم حافي القدمين على الأراضي اللبنانية.
على الرغم من أن رامي يقيم في دبي، إلا أن لبنان بقي في قلبه ولطالما أراد أن يقدّم شيئاً لوطنه. خلال فترة مرضه الذي تم تشخيصه لديه في عام 2017، يقرّ بأنه كان منشغلاً بنفسه، وفي فترة الأزمة وانفجار المرفأ لم يتمكن من المساهمة كما يحب في مساعدة أبناء وطنه. يستطيع رامي اليوم تأمين علاجه للوقاية من السرطان في المراحل الأخيرة من العلاج ولمنع عودة المرض، إنما هو يدرك جيداً حجم المعاناة في تأمين الدواء لغيره من المرضى، انطلاقاً من تجربته الخاصة. فطوال فترة علاجه لم تكن الأمور سهلة له، وقد عانى تماماً كغيره لتأمين الدواء الذي تصل كلفته إلى 400 دولار أميركي لو أراد تأمينه من خارج لبنان. ولأن وزارة الصحة كانت تؤمنه له، واجه صعوبات وتحديات في مراحل عديدة على أثر أزمة الدواء وانقطاع العديد منها، ويؤكد على ما يشكله من ذلك من معاناة لمريض ينتظر في كل مرة تأمين العلاج له حتى لا يخسر المعركة. اليوم بعدما أنهى العلاج، قرر أن يساهم على طريقته، وانطلاقاً من تجربته الخاصة، ليساهم ولو على قدر إمكاناته البسيطة، بمساعدة مرضى السرطان الذين يواجهون أيضاً التحديات نفسها.
“اعتدت على الركض في دبي حافي القدمين لأسباب صحية وأسباب عديدة أخرى، فأنقل من خلال ذلك أيضاً رسالة معينة، خصوصاً في دبي التي تمتاز بالرفاهية. ولأني لم أقدم شيئاً للبناني في الأزمة وطوال فترة مرضي، وبما أني كنت مصاباً بالسرطان وأعرف حجم معاناة مرضى السرطان في لبنان، قررت القيام بهذه المبادرة بعد التواصل مع جمعيات غير حكومية عديدة، وبعدما رأيت الكم الهائل من الاندفاع لدى شباب فيها لتقديم شيء للبنان والنهوض به بدلاً من الجلوس مكتوفي الأيدي والتذمر حول سوء الوضع”.
تواصل رامي مع جمعيات أيضاً تعنى بدعم مرضى السرطان ومنها smileCrush kancer with a التي أسسها شريف قيس على أثر تعافيه من المرض وهو من الناشطين الإجتماعيين اليوم. ولان رامي أراد أن يساعد في هذا المجال، قرر التعاون مع شريف قيس وتقديم العائدات من مبادرته هذه لجمعية crush kancer with a smile بهدف مساعدة مرضى السرطان.
يوم الأحد المقبل في 24 تموز (يوليو)، ينطلق رامي مع من يرغب من الشباب بالانضمام إليه على سبيل التشجيع، في ماراثون حافي القدمين من منطقة الضبيه في بيروت باتجاه منطقة البترون على مسافة 42 كلم تتخللها وقفة كل 10 كلم، كما يوضح في حديثه، على أن يقام احتفال صغير في البترون يُعلن خلاله عن المبالغ التي جُمعت في المبادرة لمرضى السرطان. وفي حسابه على انستقرام letslive.raymi ينقل رامي كامل القصة وراء هذه المبادرة التي يقوم بها مع تفاصيلها كافة.
“أتمنى أن تتبع هذه المبادرة خطوات أخرى أقوم بها من أجل المرضى الذين أدعمهم، كأن أمضي يوماً معهم ونشاطات أخرى سنخطط لها لاحقاً من أجل تقديم الدعم النفسي والمعنوي أيضاً. ولكل مريض سرطان أود أن أقول إن تجربتي مع المرض علّمتني أن نعيش حياتنا بالكامل وكما يجب لأننا لا نعلم ما يقدمه الغد لنا. فيجب أن ندرك كيفية تسخير طاقاتنا لنشر الإيجابية ولنعيش بشكل أفضل. أقول لهم إني كنت مكانكم وها أنا الآن أعيش سعيداً ومعافى وأنا مستعد لتقديم المساعدة لهم، لكن عليهم أن يساعدوا أنفسهم أيضاً حتى يتغلبوا على المرض ويمضوا قدماً في الحياة”.
يمكن التبرع في مبادرة رامي لدعم مرضى السرطان في الإمارات من خلال تحويل مصرفي او عبر OMT ل Rami Marwan Naouss أو عبر الواتساب على الرقم: 70607498 أو في مواقع الاستراحات في يوم الماراثون