للمرّة الأولى بتاريخها، أعلنت “الوكالة الوطنية للإعلام” في لبنان (مؤسسة رسمية) الإضراب المفتوح بسبب “استفحال” الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها الموظفون.
ويمر لبنان منذ نحو 3 سوات بأزمة اقتصادية غير مسبوقة صنّفها البنك الدولي واحدةً من أسوأ ثلاث أزمات اقتصادية أدت إلى فقدان العملة المحلية 90% من قيمتها الشرائية، وبات أكثر من نصف سكان لبنان تحت خط الفقر.
وقالت الوكالة في بيان نشرته على موقعها: “إلحاقا ببيان الجمعية العمومية للعاملين في وزارة الإعلام يوم الخميس الماضي وإعلان الإضراب التحذيري ليومين، و”بعدما بلغ الوجع المعيشي مبلغا لم يعد في استطاعة إنسان تحمله”، أعلن موظفو “الوكالة الوطنية للإعلام” بـ”أسف” بدء الإضراب المفتوح اعتباراً من صباح اليوم الجمعة، “لعلّ صمتها، للمرة الأولى في تاريخها، يكون أكثر بلاغة من صوتها الذي لطالما ملأ فضاء الإعلام وكان المورد الرئيسي للخبر اليقين على مساحة لبنان كله”.
والوكالة الوطنية للإعلام تأسست عام 1961، وهي المصدر الأول للخبر الرسمي في لبنان، ولديها مكاتب منتشرة في المحافظات والمراكز الرسمية وقصور العدل، وتصدر بلغات u]m، وتعتمدها وسائل الإعلام اللبنانية والأجنبية.
ولفت العاملون في الوكالة إلى أن “الوكالة الوطنية للإعلام تعترف لوزير الإعلام زياد المكاري بجهوده الصادقة في محاولة استنقاذ العاملين فيها مما آلت اليه أوضاعهم المزرية، وتسجّل لسعادة المدير العام للوزارة الدكتور حسان فلحه مساعيه الدؤوبة في الإطار عينه، تجدّد التأكيد أنها وجدت نفسها مكرهة على الإضراب بفعل تنامي جبل الصعوبات الذي لا يزال فريق عملها يحفره بإبرة الصبر، وبسبب استفحال الأزمات التي باتت تحول دون المواءمة بين الحس الوظيفي المسؤول والقدرة على بلوغ مركز العمل”.
وجدد الموظفون “الاعتذار إلى جميع من سيُحجب صوتهم ونشاطهم بحكم الإضراب، ونبقى متسلحين بالإيمان بغد أفضل يحمل ولو جزءا يسيرا من حلّ يعيدنا الى مكاتبنا ورسالتنا، وترياقا يمدّ القطاع العام كله -ونحن جزء منه- بإكسير البقاء”.
ودخل الإضراب المفتوح لموظفي القطاع العام في لبنان مؤخرا شهره الثاني، ليستمر الشلل التام في المؤسسات والإدارات العامة وتتوقف مصالح الناس بشكل كامل، فيما يطالب الموظفون بزيادة رواتبهم لمواجهة أعباء المعيشة.
نقيب محرري الصحافة
وأيّد نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي خطوة الوكالة بإعلان الإضراب المفتوح إلى حين تحقيق المطالب التي تقدم بها الزميلات والزملاء العاملين فيها.
واعتبر القصيفي “أن مطالب هؤلاء محقة ويجب أن تتحقق، نظرا للدور الكبير الذي تضطلع به الوكالة بفضل جهودهم وتفانيهم في العمل، ونجاحهم في جعلها المصدر الرئيس للأخبار في لبنان، حتى باتت مرجعا لوسائل الاعلام اللبنانية، العربية والدولية على تنوعها. وذلك على الرغم من ضعف الامكانات ومحدوديتها”.
وحض القصيفي “المسؤولين المعنيين على المسارعة لمعالجة اسباب اضراب الوكالة الوطنية للاعلام وإيجاد الحلول المناسبة، لتستأنف نشاطها الذي يغطي كل مساحة الوطن من دون تمييز”.
وأشار الى “ان العاملات والعاملين في الوكالة هم زملاؤنا، واخوتنا. وهم مميزون بتفانيهم واخلاصهم لعملهم، وأن التعامل مع قضيتهم يجب أن يتم بالمستوى نفسه من التميز من قبل المعنيين”.