الهديل

خاص الهديل – تمترس عون ببعبدا بعد انتهاء ولايته سيأخذ البلد اما “لسيناريو دستوري” او “سيناريو الأمر الواقع “!

-خاص الهديل – 

 

هناك استسلام تام لفكرة انه يجب انتظار انتهاء العهد العوني بعد نحو أقل من شهرين ، ثم بعد ذلك يصار إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومن ثم بعد ذلك ايضا ، يتم تشكيل حكومة العهد الجديد.

.. وعليه، فإن كل القوى السياسية نائمة على وسادة انتظار العهد الجديد، وكأن الأشهر التي مرت ولا تزال تمر على لبنان منذ الانتخابات النيابية حتى الان وصولا لانتهاء عهد عون، هي ليست من عمر البلد، ويمكن ببساطة أن تتجمد خلالها كل مصالح المواطنين، بانتظار ذهاب العهد ، حيث حينها يصبح ممكنا اجراء محاصصة وزارية بين احزاب السلطة تستديم لسنوات قادمة..

حتى العهد العوني الذي يتم انتظاره كي يرحل حتى يصار إلى تشكيل حكومة عهد رئيس الجمهورية الجديد، فهو أيضاً  يجمد تشكيل الحكومة بانتظار لحظة خروجه من قصر بعبدا. ولكن عون لا يريد تشكيل حكومة جديدة لدواعي أخرى. وتعود هذه الدواعي لواحد من سببين لا ثالث لهما؛ اما لانه يرى أن جبران باسيل ممثل جيدا في حكومة تصريف الأعمال الحالية، وعليه لا يريد استبدالها بحكومة ليس باسيل فيها نفس الحضور، خاصة وأن حكومة تصريف الأعمال قد تكون هي السلطة التنفيذية الوحيدة خلال فترة الفراغ الرئاسي المتوقع . أما الاحتمال الثاني هو أن عون يريد الوصول إلى لحظة نهاية عهده مع حكومة غير أصيلة، أو مع حكومة غير فعالة كما وصفها خلال زيارته للدوحة حيث قال حينها انه قد لا يستطيع أن يسلم الحكم لحكومة غير فعالة !!.

 ان دخول البلد لحظة انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ضمن ظروف وجود حكومة تصريف اعمال وعدم وجود حكومة أصيلة، قد يسبب ذريعة للرئيس عون للقول انه لا يستطيع ترك القصر وتسليم البلد للمجهول، وأن يعلن ان توقيت خروجه من قصر بعبدا لن يتم قبل انتخاب رئيس جمهورية جديد.

وفي حال حدث هذا السيناريو وهو غير مستبعد ، فان السؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا سيحدث حينها ؟؟.

ما هو متوقع في هذه الحالة، هو حدوث واحد من سيناريوهين اثنين ، أحدهما “سيناريو دستوري”، والثاني “سيناريو أمر واقع ” : 

السيناريو الدستوري يتمثل بإرغام الرئيس عون على ترك قصر بعبدا بالقوة . 

.. ومثل هذا السيناريو لم يتم تخيل حصوله سابقا ، إلا مع عون عندما تم التوافق الدولي والإقليمي على إخراجه من قصر بعبدا عبر الأداة العسكرية السورية، ولكن ضمن الوضع الحالي ليس واضحا كيف يمكن تنفيذ قرار إخراج عون عنوة من بعبدا في حال انتهت ولايته وقرر عدم الخروج منه، وليس واضحا من سيتخذ قرار إخراجه من بعبدا، ومن سينفذه ؟؟..

.. اما سيناريو الأمر الواقع، فهو يتخيل أن يبقى عون في قصر بعبدا، ويلي ذلك حدوث انقسام في البلد بين مؤيد لعون ومعارض له. والنتيجة لمثل هذه الحالة معروفة ، وهي استمرار ” الأمر الواقع ” الذي يعكس موازين القوى، وليس حكم الدستور.. وعليه يستمر عون في قصر بعبدا، ويتكيف البلد مع ” حالة انقلاب رئاسي” مدعومة داخليا، او حتى محمية، من أجواء مسيحية ومن حزب الله.

والواقع ان المكاسب التي يحصل عليها عون من بقائه في قصر بعبدا، تتمثل بانه يستطيع إدارة عملية انتخاب رئيس جمهورية خلفا له، من موقعه ” كرئيس جمهورية أمر واقع ” و” كقوة سياسية ضاربة” مدعومة من أكبر قوة سياسية وعسكرية لبنانية ( حزب الله ).

Exit mobile version