استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري، للبحث في ما حصل مع المطران موسى الحاج في الناقورة.
بعد اللقاء، اعتبر وزير العدل أن “القضاء يحكم نفسه بنفسه وأن صلاحيات وزير العدل في هذا المجال محدودة جداً وقد طلبت عبر كتاب من مدعي عام التمييز وضعي بتفاصيل ما حدث ولا أزال انتظر الجواب، أمّا البتّ بموضوع تنحية القاضي عقيقي أو غير ذلك فهو أمر خارج صلاحيات وزير العدل وهناك هيئات قضائية مختصة بهذه المسائل”.
بعد ذلك، استقبل الراعي نائبان من كتلة التجدّد ميشال معوض وأشرف ريفي يرافقهما النائب السابق جواد بولس. وإثر اللقاء، قال معوض: “المطران موسى الحاج ليس بحاجة لأن يدافع عنه أحد، وبكركي هي الصخرة التي ستظلّ تدافع عن لبنان الكيان وعن حرية الإنسان، أمّا نحن فهنا اليوم لندافع عن لبنان السيادة والديموقراطية والحرية والدولة، وعن استقلالية القضاء، وعن الهوية اللبنانية التعدّدية”.
وأضاف: “لا تضيعوا بالتفاصيل في ملف المطران الحاج فهو يحقّ له أن يزور رعيته في لبنان والقدس، لذلك يذهب علناً إلى القدس ويعود من الناقورة، وإذا وجدَت دلائل أو أي قضية قانونية تثبت عمالته فليقدّمها، بدل أن يروج لها إعلامياً”.
كما اعتبر أن “القضية واضحة وهي محاولة إخضاع بكركي وموقفها السياسي، ونحن نعرف تماماً أنّه اذا غيّرت بكركي الآن موقفها من سيادة لبنان أو رئاسة الجمهورية يتغيّر الملفّ كلّه، وموقفنا واضح “طريق القدس لن تمرّ في بكركي!”.
هذا وذكّر معوض بموقف البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير الذّي اختار الحرية عندما خيّر بينها وبين العيش المشترك، خاتماً “إنّ وحدتنا هي التّي أنصرتنا على الاحتلال السوري، والوحدة مطلوبة اليوم لمواجهة مشروع الهيمنة الايرانية المتجسدة في تحالف الميليشيا والمافيا، تحالف السلاح والفساد”، مؤكداً “كما انتصرنا في السابق سننتصر الآن”.
بدوره، لفت ريفي إلى أننا “على أبواب مرحلة إلى حد ما مفصلية وتاريخية لنكون كمسلمين ومسيحيين يداً بيد إلى جانب حق هذا الصرح الوطني والذي يسجل له دائماً وقفات وطنية مفصلية ،نحن فعلاً قد نكون على أبواب الخروج الإيراني ولنقول “بيروت حرة حرة إيران برا برا”.
وتابع: “أيّ مواجهة مع المشروع الآخر نحن لها ولن نترك مستقبل أولادنا بيد الهيمنة الإيرانية، ولن نقبل بعميل إيران يستقدم أسلحته من إيران ويعلم ذلك، لهم نقول هم عملاء ونحن وطنيون خدمنا في الأمن اللبناني 40 سنة وتفانينا وضحينا وأثبتنا بأن الأمن اللبناني أهم من “حزب الله” والجيش كذلك، نحن المقاومة وليس هم، المقاومة المسيحية منعت السوري من وضع يده على جزء من لبنان، والمقاومة المسيحية سجلت انتصارات كبرى والمقاومة الوطنية اللبنانية والتي ضمت المسيحيين والدروز والشيعة وأحزاب يسارية حقّقت إنجازات في وجه العدو وليس “حزب الله” الذي يدعي المقاومة ويصنع منها رداءً له”.
إلى ذلك، كشف ريفي أنّه “قدّم للراعي مشروع قانون ورقة وزير عدل أعدت في العام 2015 كيف ننقل المحاكم الخاصة الى محاكم متخصّصة كما في كل دول العالم، كلنا يعلم بأن المحاكم الخاصة هي محاكم عرفية وميدانية وعسكرية هذا المشروع يلغي المحكمة العسكرية ويحوّلها إلى محاكم خاصة لمحاكمة العسكريين وممنوع عليها استدعاء المدنيين، القانون تم وضعه في الأدراج لتغدو المحكمة العسكرية آداة لتحقيق غايات “حزب الله”، يجب أن نجد حلاً لأبنائنا في السجون وعدد كبير منهم مظلومين، ولم يعد مقبولاً أن يبقى السجين لسنوات طويلة بلا محاكمة”.