خاص الهديل
قبل عقد الإنتخابات النيابية في ١٥ أيار الماضي ، ساد لأشهر طويلة جدل واسع في لبنان بين فريقين ؛ الأول يقول أن الانتخابات لن تعقد في موعدها ، وأنها ستؤجل إلى شهر أيلول ٢٠٢٢، والثاني يقول انها ستعقد في موعدها، ولن يجرؤ أي طرف داخلي على تحمل مسؤولية تطيير الانتخابات النيابية أمام المجتمع الدولي .
.. وبالفعل ، فإنه في تمام الساعة الثامنة من صباح ١٥ أيار تم فتح صناديق الاقتراع امام الناخبين اللبنانيين، وجرت العملية الانتخابية في موعدها الدستوري من دون اي تأخير.
.. هناك من يقول إنه ما كان يمكن للانتخابات النيابية ان تعقد في موعدها، من دون حصول تطور خارجي دفع إلى ذلك.
وبحسب معلومات القائلين بهذا الامر، فإنه جرى بالفعل تواصل بين باريس وحارة حريك تم خلاله التوافق على أن حزب الله يسهل عملية إجراء الانتخابات النيابية في ١٥ أيار.. ولكن الذين يتحدثون بهذه المعلومة، يقولون أمرين اثنين ايضا:
الأول انهم لا يعرفون ما هو الثمن السياسي الذي دفعته باريس لحزب الله لقاء موافقته على الدخول في تفاهم معها على تسهيل عقد تلك الإنتخابات في موعدها .
والأمر الثاني هو أن إتفاق الحزب وباريس على إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها تنتهي مفاعيله صباح ١٦ أيار ٢٠٢٢ ؛ اي فور انتهاء الانتخابات النيابية..
.. وهذا يعني أن هذا الاتفاق الفرنسي – حارة حريك لا يشمل التوافق على استحقاق تشكيل الحكومة بعد الانتخابات، ولا على اسم رئيس الحكومة ولا على استحقاق إجراء انتخابات رئيس الجمهورية ، واسم رئيس الجمهورية.
واذا صحت هذه المعلومات عن ما حصل بين باريس وحارة حريك بخصوص انتخابات ١٥ أيار النيابية ، فإن هذا يطرح سؤالا عن إمكانية أن يتم إعادة تفعيل هذا الاتفاق او التواصل او التفاهم بين الاليزية وحارة حريك، وذلك لمصلحة تجديده ليطال الإتفاق على عقد استحقاق رئاسة الجمهورية في موعدها في أيلول المقبل؛ والاتفاق منذ الآن على اسم رئيس للجمهورية ؟؟.
هناك ثلاث معلومات على هذا الصعيد، يمكن التوقف عندها :
المعلومة الأولى: تقول ان أجواء رئاسة مجلس النواب متفاءلة بأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية خلال الأيام الأولى من بدء موعد انتخاب فخامة الرئيس .
وتقول هذه المعلومة انه لا صحة للمعلومات التي تتحدث عن فراغ رئاسي ، وأنه كما تم الحديث عن عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ولكنها جرت من دون تاخير، فإن الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها من دون تأخير ..
وتضيف هذه الاجواء، ان الظروف تغيرت ؛ وأن اية جهة لن تعمد الى تطيير النصاب كما كان يحدث في المرات الماضية ؛ لأن من يقوم بتطيير النصاب سيتحمل امام المجتمع الدولي، مسؤولية الفراغ الرئاسي الطويل واستمرار الازمة الذاهبة على ما يبدو إلى أجواء مجاعة تحدث في لبنان، وتكون هذه المرة جزءا من أجواء مجاعة عالمية ستحدث نتيجة ازمة اوكرانيا.
المعلومة الثانية: تقول ان المجتمع الدولي غير مهتم بإجراء الانتخابات الرئاسية . وعليه فهو لن يعارض او يؤيد وصول اي إسم لرئاسة الجمهورية، كون موقف المجتمع الدولي من لبنان بعد انتخابات الرئاسة سيظل هو نفسه، أي التجاهل..
ويضيف هذا التحليل : .. وعليه، فان بعض العواصم الغربية ترى أنه إذا استطاع اللبنانيون تمرير استحقاق الرئاسة بهدوء عن طريق انتخاب سليمان فرنجية الذي يريده حزب الله، فإنه لا أميركا ولا باريس ولا لندن ستعلن الاستنفار السياسي العام ضد هذا التطور؛ بل سيسود شعور ضمني في هذه العواصم بأنه تم رفع عبء اضطرارها للتدخل في موضوع ليس له اي شأن في الحسابات الدولية التي تركز على تداعيات حرب اوكرانيا الخطرة.
المعلومة الثالثة: تقول ان شهر آب سيبين ماذا اذا كان لبنان ذاهب لانتخاب “رئيس تسوية”، او ذاهب لانتخاب “رئيس غلبة ” او ذاهب لفراغ رئاسي طويل كما هو حاصل في العراق وفي ليبيا . .