*قطعة ذهب في اليد.. خير من مئة دولار!*
بعد الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان فقد المواطن الثقة بنظامه المالي، وتشهد الكثير من متاجر الذهب في مختلف المناطق اللبنانية إقبالا لافتا من قبل المواطنين على شراء أونصات الذهب وذلك في ظل تراجع الكبير لسعر الذهب عالمياً.
اذ يشكل الذهب ملاذا آمنا للعديد من الناس والمستثمرين، ولكن الذهب أصبح معدنا يخضع لتحرك الأسواق مع انخفاض و إرتفاع سعره حسب عدة عوامل وآخرها خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا.
لماذا انخفض سعر الذهب؟
ان سعر الذهب يتأثر بقيمة الدولار، عندما يرتفع الدولار مقابل العملات الاخرى ينخفض سعر الذهب، هذا و ما حصل عالميا اذ إنخفض اليورو مقابل الدولار الأميركي، مسجلا أدنى مستوى له منذ عام ٢٠٠٢.
وقد يؤدي إنخفاض قيمة اليورو، مع تسارع التضخم، الى تشجيع البنك المركزي الأوروبي على رفع أسعار الفائدة بشكل أسرع، مما أن يعني قرارات البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة تؤثر على تجارة الذهب في الأسواق العالمية وذلك ما زاد من انخفاض في أسعار الذهب عالميا؛ والانخفاص العالمي يؤثر محلياً.
وفي هذا الإطار، انخفضت أسعار الذهب متأثرة بانخفاض سعر الذهب العالمي، الذي انهار أمام سعر الدولار خلال تعاملات اليوم ليسجل عيار ٢١ ٤٨،٣٥$، و سجلت أسعار الذهب عيار ١٨ اليوم ٤١،٤٤$ .
وفي السياق يقول احد اصحاب متاجر المجوهرات ل “الهديل”: “إننا نشهد إقبالا كثيفا على شراء الأونصات والليرات تحديدا لان سعرها اليوم ١٧٢٠ دولار هذا بعد ما تجاوزت ال٢٠٠٠ دولار، وأن غرام الذهب يبدأ من ٤١ دولار في الوقت الذي كان ٤٩ دولار”.
وبدوره اشار نائب رئيس نقابة الجوهرجية في لبنان فاسكان حديديان أن سبب إنخفاض أسعار الذهب يعود الى أسباب سياسية إقتصادية، بالإضافة الى تداعيات الحرب على أوكرانيا؛ كما ان الشعب اللبناني من جهة ثانية فقد ثقته بالليرة في ظل هذا الإنهيار، و باتوا يهربون من العملة ليحموا أموالهم و يشتروا الذهب.
بين الليرة والدولار واليورو وغيرها من العملات، فضّل اللبناني أن يعود الى العادات القديمة بشراء الذهب واعتماده كضمان لما يملكه، نظرا لان الذهب مرتبط بالاقتصاد العالمي وفي الوقت الذي تدهورت فيه اقتصاد الكثير من الدول بقي الذهب ملاذا آمنا للعديد سواء في لبنان أو بباقي الدول.