خاص الهديل
تحتاج الأمور لأن يعاد ترتيب منطق الامور بشأنها، حتى يمكن للبنانيين ان يخرجوا من فوضى الحال الذي يتخبطون فيه ، وهي فوضى لا يحكمها اي منطق ، وحتى يعرف اللبنانيون، ولو بالحد الادنى، إلى أين وصل ملف أزمة البلد المستمرة منذ ثلاث سنوات ، وهل هذه الأزمة هي قيد المعالجة من جهات معينة سواء داخل الحدود او خارجها، ام انها متروكة للمناكفات ولإملاءات الأجندات الخارجية ، الخ؟؟ .
وبالسير وراء منطق البحث عما إذا كان هناك خارطة للمعالجات، يلاحظ بقوة انه يوجد في هذه اللحظة حديث مكثف داخل كواليس السياسة المهتمة بلبنان ، يشير الى ان هناك رهانا، او احتمالا او أملا ملموسا بعض الشيئ بأن يشهد شهر آب القريب جدا، تسويات وانفراجات على مستوى الإقليم ؛ سيكون لها انعكاسات عملية وايجابية على الوضع في لبنان..
.. وتضيف هذه المعلومات أنه في حال صدقت هذه التوقعات المدعومة بمؤشرات عملية، فإن لبنان سيشهد في شهر أيلول تسويات داخلية تؤدي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والى تشكيل حكومة جديدة وحلحلة كبيرة لملف ترسيم الحدود البحرية، وتوقيع الاتفاقية مع صندوق النقد الدولي. بمعنى أخر ، سيخرج لبنان في شهر آب من “نفق الازمة” ليدخل في شهر أيلول “أفق الحل “..
ما هي المؤشرات التي تجعل احتمال حصول التسويات في شهر أب ، متوقعا بقوة ؟؟:
أبرز هذه المؤشرات تتمثل بالمعطيات الموحية بخصوص حصول تبادل للتمثيل الدبلوماسي بين الرياض وطهران في الاسابيع القريبة المقبلة، ودخول العلاقة بين البلدين مرحلة التفاهمات بدل القطيعة والصدامات.
وفي حدوث هذا الأمر فإنه سيكون له انعكاساته إيجابية على لبنان وعلى اليمن والعراق، رغم أن هناك رأيا آخر يقول ان التفاهم السعودي الايراني ستصل حدود انعكاساته إلى اليمن والى العراق بخاصة، ولكنها لن تصل إلى لبنان.
بكل الاحوال ، فإنه إلى جانب توقع استراحة في العلاقات الإيرانية السعودية؛ هناك أيضا احتمال وصول قطار مفاوضات فيينا إلى محطة إبرام اتفاق الصفقة النووية خلال شهر آب. والفكرة الرئيسة هنا تفيد بأن واشنطن معنية بأن يكون لها تواصل قوي مع كل الدول المنتجة أو المصدرة للغاز والنفط، وذلك حتى تضمن اكتفاء أوروبا بالغاز وتحقق تخفيض أسعار الطاقة. وهذا الهدف لواشنطن، يجعلها معنية استراتيجيا بإبرام الصفقة مع طهران قبل هذا الشتاء.
وضمن هذا السياق، هناك ايضا توقع بأن يتم إبرام اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل قبل هذا الشتاء، وسيحصل هذا الأمر بوصفه انعكاسا لحدوث توافق إقليمي دولي على كل ملف غاز المنطقة.
وما يزيد من احتمال حصول هذا السيناريو، المعلومة التي تقول ان هوكشتاين قادم إلى لبنان يوم الاحد ، وأنه يحمل معه أفكارا إيجابية.
إذن لبنان في حالة انتظار لأن يحمل معه شهر آب الكثير من الأنفراجات التي تبدأ في الإقليم وتصل نتائجها الجيدة إلى داخل لبنان.
والواقع أن هذا السيناريو المتفائل مطروح حاليا بشكل ملحوظ في معظم الصالونات السياسية والدبلوماسية ذات الصلة بلبنان، ولأول مرة منذ العام ٢٠١٧، يلاحظ أن هناك تفاؤلا من قبل الخارج، بأن يحصل لبنان على ” جائزة ترضية” عن ” جائزة الحلول الإقليمية الكبرى” التي ستحصل عليها المنطقة في شهر آب ..
يبقى من المهم القول أن هذا الأمل يظل تحققه محفوفا بمخاطر حصول ما ليس متوقعا، خاصة وأننا في عالم باتت سمته ان المعادلات فبه تتغير بشكل لحظوي، واننا في منطقة ليس ” من طبعها الآمان”..